فوائد العزلة

وعن فوائد العزلة، يقول الغزالي في: الإحياء " (٢/٢٢٦ ـ وما بعدها) :


الفائدة الأولى: التفرغ للعبادة والفكر والاستئناس بمناجات الله تعالى عن مناجاة الخلق.


الفائدة الثانية: التخلص بالعزلة عن المعاصي التي يتعرض الإنسان لها غالبا بالمخالطة، ويسلم منها في الخلوة، وهي أربع " الغيبة، والنميمة، والرياء، والسكوت عن الأمر بالمعروف الونهي عن المنكر، ومسارقة الطبع من الأخلاق الرديئة، والأعمال الخبيثة التي يوجبها الحرص على الدنيا.


الفائدة الثالثة: الخلاص من الفتن والخصومات وصيانة الدين والنفس عن الخوض فيها والتعرض لأخطارها، وقلما تخلو البلاد عن تعصبات وفتن وخصومات، فالمعتزل عنهم في سلامة منها.


الفائدة الرابعة: الخلاص من شر الناس.


الفائدة الخامسة: أن ينقطع الناس عنك، وينقطع طمعك عن الناس.


الفائدة السادسة: الخلاص من مشاهدة الثقلاء، والحمقى، ومقاساة حمقهم وأخلاقهم، فإن رؤية الثقيل هي العمى الأصغر. اهـ بتصرف.
تابع القراءة ←

الحكمة من الحروف المقطعة في القرآن

ما الحكمة من إيراد الحروف المقطعة في بداية السور ؟

قال ابن كثير : وقال آخرون بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا وقرره الزمخشري فى كشافه ونصره أتم نصر وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي وحكاه لي عن ابن تيمية.

قال الزمخشري ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي بالصريح في أماكن قال وجاء منها على حرف واحد كقوله - ص ن ق- وحرفين مثل "حم" وثلاثة مثل "الم" وأربعة مثل "المر" و "المص" وخمسة مثل "كهيعص- و- حمعسق" لأن أساليب كلامهم على هذا من الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك "قلت" ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ولهذا يقول تعالى "الم ذلك الكتاب لا ريب فيه" "الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه" "المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه" "الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم" "الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين" "حم تنزيل من الرحمن الرحيم" "حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم" وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر والله أعلم.


تفسير ابن كثير
تابع القراءة ←

٢٠ فائدة من كتاب التفسير والبيان لأحكام القرآن

فوائد من كتاب : التفسير والبيان لأحكام القرآن 
للشيخ المحدّث : عبدالعزيز الطريفي

" من سورة القصص إلى سورة مريم "


١- ‏ومن علامات السُّوَر المكيّة : تقرير التوحيد وذِكْرُ القَصَص والعِبَر، ولهذا لم يكن في سورة القَصَص تشريعات وأحكام ظاهرة .
‏⁧
٢- ( قال يا موسى إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك )
وفي هذا: أنه لا حُرْمة للأسرار إن كانت تُضِر بمظلوم، فيجب إفشاؤها لمن بُغِي عليه .


٣- ‏( ووجد من دونهم امرأتين تذودان )
قال: "من دونهم" أي : ليستا معهم، للدلالة على أن المرأة لا تختلط بمجامع الرجال، بل تعتزلهم .
‏⁧

٤- وعقاب الظلم في حقوق الناس أعجل من الظلم في حق الله، لأن الله ينتصر لعباده المظلومين في حقوقهم أسرع من انتصاره لحقّه سبحانه.
‏⁧

٥- والأحاديثُ الواردةُ في تأثيم ناسِي حفظ القرآن معلولةٌ؛ وإنّما عامّةُ السلف على النهي عن ذلك والتشديدِ فيه .
‏⁧٦- والأصل:أنّ النّفْس إن امتلأت من الدُنيا، لم يبقَ للدّين شيء، وقد جعل الله فيها من كل واحد نصيبًا، ونصيب الدّين هو الأكبر.
‏⁧٧- لا يجوز لمن سَلَك طريق الأنبياء أنْ يَتّخذَ من الدِّين سُلّمًا إلى دُنياه، فيَتخذ جاهًا ومالاً وسُلطانًا لنفسه .
‏⁧‏٨ (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة) بمقدار المخالفة لأمر رسول الله تكون الفتنة، ولا يدفع الفتنة عن الناس إلا اتّباعه .

٩- وقد أمَرَ الله بالجماعة عند التقاء الصّفّيْن في القتال ، فكيف لا يُؤمَرُ بها عند التقاء المتبايعَين في الأسواق ؟!
‏⁧١٠- (رجالٌ لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة..)
وهذه الآية نزلت في ترك أهل الأسواق أسواقهم لأداء الصلاة .
‏‏١١- مِن أسباب الغِنى والكفاية الزواج، فلا يمنع الفقير فقرُهُ أن يتزوّج ، فالله لم يأمُر بشيء إلا وقد تكفّل برزق أهله فيه .
‏⁧
١٢- ومَن لم يَقدِرْ على حِفْظِ نفسِه مِن الحرام ولا يَدفَعُهُ عنه إلاّ النكاحُ، فإنَّ النكاحَ واجبٌ عليه بلا خلاف .
١٣- وكلما أُغلق باب من الحلال، قابله باب من الحرام يُفتح، فإذا وجدت الناس قد كثروا على الحرام، فابحث عن أبواب من الحلال مُغلقة .


١٤- لم يأمر الله الرجال بعدم إبداء الزينة، لأنّ المرأة فُطِرت على التزيّن أكثر مِن الرجل، وتميل إليه فِطْرة .
‏⁧‏١٥- إشاعة الفاحشة بين الناس ، بالحديث عنها وبتحبيبها إليهم وتزيينها لهم ، أعظم من فعل الرّجل الفاحشة في نفسها مُستترًا بها .
‏⁧١٦- فإذا لم يَغُضّ الرجل بصره، فإنّ المرأة تدفع فِتنته بحجابها، وإن لم تتحجّب المرأة، فالرجل يدفع فتنتها بِغَضّ بصره .
‏⁧
١٧- والأظهَرُ: أنّه لا يجوز تزويج العفيف الزانية، ولا الزاني العفيفة ، وهذا قول أحمد وجماعة مِن السلف كالحسَن وقتادة .
‏⁧

١٨- ذهَب أحمدُ: إلى أنّه لا تُزوَّجُ العفيفة مِن الزاني الباقي على فجورِه، ولا يُزوَّجُ العفيف مِن الزانية الباقية على فجورِها.
‏⁧

١٩- الزنى أهون الأفعال اليوم في الغرب، لا يحرّمونه ولكثرته وانتشاره فيهم وتشريعه في محاكمهم لايتصورون عقوبة تقع على مثل ما شاع فيهم .


٢٠- قَرَنَ اللهُ إضاعةَ الصلواتِ باتِّباعِ الشهواتِ؛ لأنَّ الصلاةَ لا يُضِيعُها إلاَّ غارِقٌ في الشهوةِ، يستمتِعُ بالعاجلِ فيَصرِفُهُ عن الآجِلِ.



جمعها : عبدالله الزوبعي

بتاريخ : ٢٢/ ١١/ ١٤٣٨ هجري
تابع القراءة ←
;