فوائد من كتاب العزلة والخلطة - للخطّابي

فوائد من كتاب العزلة للخطّابي رحمه الله تعالى


١- قال الخطّابي : والعُزلة عند الفتنة سُنّة الأنبياء وعصمة الأولياء وسيرة الحكماء الألباء والأولياء فلا أعلم لمن عابها عذراً، لاسيّما في هذا الزمان القليل خيره البكيء درّه وبالله نستعيذ من شره وريبه.


٢- قال عقبة بن عامر الجهني: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: (أمسك عليك لسانك وليَسعك بيتك وابْك على خطيئتك)

٣- قال عبدالله بن عمرو بن العاص: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة، أو ذكرت عنده، فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الناس مرجت عهودهم وخفت أمانتهم وكانوا هكذا» وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (الزم بيتك وأملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر الخاصة ودع عنك أمر العامة).

٤- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعاف الجبال ومواقع القطر يفرّ بدينه من الفتن).رواه البخاري

٥- قال رجل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: «مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله» قال: ثم من؟ قال: «ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره».

٦- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين أيديكم فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، القائم فيها خير من الماشي، والماشي خير من الساعي»

٧- قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال: (خذوا بحظكم من العزلة)

٨- روي عن ابن سيرين أنه قال: «العزلة عبادة»

٩- عن شعيب بن حرب قال: " دخلت على مالك بن مغول وهو في داره بالكوفة جالس وحده فقلت: أما تستوحش في هذه الدار؟ فقال: «ما كنت أظن أحدا يستوحش مع الله عز وجل» قال الشيخ أبو سليمان ما أشرف هذه المنزلة وأعلى هذه الدرجة وأعظم هذه الموهبة إنما لا يستوحش مع الله من عمّر قلبه بحبه، وأنس بذكره، وألِف مناجاته بسرّه وشُغِل به عن غيره، فهو مستأنس بالوحدة مغتبط بالخلوة.

١٠- وقال بعضهم: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس

١١- عن وهيب بن الورد قال: " بلغنا أن الحكمة، عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت والعاشرة في عزلة الناس " قال الشيخ: ورأيت أن خير هذه الأجزاء عزلة الناس.

١٢- قال سفيان الثوري رحمه الله: هذا زمان السُكوت ولُزوم البيوت.

١٣- قال أحدهم: لو لم يكن في العزلة أكثر من أنك لا تجد أعوانا على الغيبة لكفى.

١٤- قال أبو سليمان: ولو لم يكن في العزلة إلا السلامة من آفة الرياء والتصنّع للناس وما يدفع إليه الإنسان إذا كان فيهم من استعمال المداهنة معهم، وخداع المواربة في رضاهم، لكان في ذلك ما يرغّب في العزلة ويحرّك إليها.

١٥- قال الفضيل بن عياض: من خالط الناس لم يسلم من أحد اثنين: إما أن يخوض معهم إذا خاضوا في الباطل، أو يسكت إن رأى منكراً فيأثم.

١٦- قال أبو سليمان ومن مناقب العزلة : السلامة من آفات النظر إلى زينة الدنيا وزهرتها والاستحسان لما ذمه الله تعالى من زخرفها وعابه من زبرج غرورها وفيها منع النفس من التطلع إليها والاستشراف لها ومن محاكاة أهلها ومنافستهم عليها - قال الله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه} وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم»


١٨- قال عون بن عبد الله: كنت أجالس الأغنياء فلا أزال مغموماً، كنت أرى ثوبا أحسن من ثوبي ودابة أفره من دابتي فجالست الفقراء فاسترحت.

١٩- قال الشافعي رحمة الله عليه: «يا أبا موسى رضاء الناس غاية لا تدرك ليس إلى السلامة من الناس سبيل. فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه ودع الناس وما هم فيه»

٢٠- قيل للبعض الحكماء: إن العامّة يثنون عليك فأظهَر الوحشة من ذلك وقال: لعلهم رأوا مني شيئا أعجبهم، ولا خير في شيء يسرهم ويعجبهم.

٢١- قال أبو سليمان : فالعزلة إنما تنفع العلماء العقلاء وهي من أضر شيء على الجهال وقد روينا عن إبراهيم، أنه قال لمغيرة: تفقّه ثم اعتزل.

٢٢- قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إنّ على أبواب السلطان فتناً كمبارك الإبل والذي نفسي بيده لا تصيبون من دنياهم شيئاً إلّا أصابوا من دينكم مثله».


نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعزلة في هذا الزمان الذي قلّ فيه المعروف وطغى فيه المنكر، ونسأله تعالى أن يقبضنا غير مفتونين، إنه غفور رحيم.

جمعها / عبدالله غباش الزوبعي
تابع القراءة ←

فوائد وقواعد من شرح مصطلح الحديث - للشيخ سليمان اللهيميد

فوائد وقواعد من شرح مصطلح الحديث 
للشيخ سليمان اللهيميد
* علم مصطلح الحديث: هو علم بأصول وقواعد يُعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والردّ.
* السند: هو سلسلة الرجال الموصلة للمتن.
* المتن: هو ماينتهي إليه السند من الكلام.
* لولا الإسناد لقال من شاء ماقال

* أنواع الحديث من حيث القبول والرد، ثلاثة أنواع:
 1- صحيح 2- حسن 3- ضعيف
القسم الأول من أقسام الحديث:- الصحيح
* تعريف الحديث الصحيح: هو الحديث الذي يتّصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه من غير شذوذٍ ولا عِلّه.
* شرح التعريف: اتصال السند: أي كل راوي سمع من الراوي الذي بعده.
العدل: أن يكون كل راوي من رواة الحديث متّصف بكونه مسلم بالغ عاقل غير فاسق وغير مخروم المروءه.
ضابط: أن يكون حافظ تام الضبط سواء كان في كتاب أو في صدره.
الشاذ: مخالفة الثقه لمن هو أوثق منه.
 العلّه: أن يكون في الحديث علّه خفيه تقدح في صحّته.
* إذا قالوا هذا أصحّ شيء في الباب: أي أحسن الموجود وأصحّ ماورد وليس شرطاً أن يكون صحيحاً فقد يكون ضعيفاً ولكن أخفّ ضعفاً من غيره.
* أوّل من أمر بتدوين الحديث وجمعه: هو الإمام الزُهري رحمه الله بأمر من الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز، لأنّه خشي من اندراس العلم بموت حملته، فالقصد من التدوين : الجمع والحفظ حتى لايذهب الحديث. * أول من اعتنى بجمع الأحاديث الصحيحة هو شيخ المحدّثين: الإمام البخاري في كتابه المشهور صحيح البخاري، ثم جاء بعده تلميذه الإمام مسلم رحمهما الله جميعاً. * أصحّ الكتب بعد القران العزيز: صحيح البخاري ومسلم باتفاق الأمة، قال النووي: اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القران، الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمّة بالقبول، وقال ابن تيميه: إن الذي اتفق عليه أهل العلم أنه ليس بعد القران كتاب أصح من كتاب البخاري ومسلم.
* جمهور العلماء: أن صحيح البخاري أصح من صحيح مسلم. * اختلفوا في أصحّ الأسانيد على الأطلاق بعضهم قال: أصح الأسانيد: الزهري عن سالم عن أبيه وقيل: ابن سيرين عن عبيده عن علي وقيل: الزُهري عن ابن المسيّب عن أبي هريرة وقيل: مالك عن نافع عن ابن عمر، وهذا قول البخاري.
والراجح من ذلك أن لايحكم بإسنادٍ مطلقاً من غير قيد، بل نقيّده بالصحابي، فنقول أصح إسناد إلى ابن عمر كذا وكذا، وأصح إسناد إلى أبي هريرة كذا وكذا ... الخ


* البخاري ومسلم: لم يستوعبا كل الصحيح ولم يلتزما ذلك كما قال النووي رحمه الله، وإنما أرادوا الاختصار، والدليل: أنهما صحّحا أحاديث عند غيرهم، قال مسلم: لم أضع كل شيء عندي في هذا الكتاب.
القسم الثاني من أقسام الحديث:
* الحديث الحسن: هو ما اتّصل سنده بنقل العدل الذي خفّ ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذٍ ولا علّة. * من أوصاف رجال الحديث الحسن: صدوق، لابأس به، ثقه عنده أوهام.

* حكم العمل والاحتاج بالحديث الحسن؟ 
الجواب: كالصحيح في حُجّيته واعتباره وإن كان دونه في القوّه.

* من أعلى سلاسل الحديث الحسن: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبدالله بن عمرو بن العاص.
* الكتُب اللتي هي مظان الحديث الحسن: سنن أبي داؤود، الجامع الكبير للترمذي.
* اختلف العلماء في معنى قول الترمذي حديث حسن صحيح!! بعضهم قال: أنّ الحديث جاء بإسنادين إسنادٌ حسن وإسنادٌ صحيح، وبعضهم قال: هو صحيح عند قوم وحسن عند قوم، ومنهم من قال: يعني صحيح والله أعلم.
القسم الثالث من أقسام الحديث:-
* الحديث الضعيف: مالم يجمع صفات القبول، وهو ماختلّ فيه شرط من شروط الحديث الصحيح.
* اختلفوا في حكم العمل بالحديث الضعيف:-
١- قيل لايعمل به مطلقاً ، وهذا قول يحيى بن معين والبخاري ومسلم وابن تيميه وابن حزم الظاهري.
٢- قيل يُعمل به في فضائل الأعمال بشروط، وهذا نسبه البعض إلى قول جماهير العلماء، وهذه الشروط: أن يكون الضعف غير شديد، وأن يندرج تحت أصل صحيح معمول به، وأن لايعتقد عند العمل أنه ثابت. والصحيح القول الأول والله أعلم. * يقول الألباني رحمه الله: لايكفي الآن أن نروي الأحاديث الضعيفة بصيغة التمريض كـ( رُويَ، وحُكيَ)، لأن العوام لايفهمون ذلك، فلابدّ من التصريح بذلك. * من أقسام الحديث أيضاً:- الصحيح لغيره والحسن لغيره، والصحيح لغيره: هو الحسن إذا تعدّدت طُرقُه، والحسن لغيره: هو الضعيف إذا تعدّدت طُرُقُه على وجهٍ يقوّي بعضها بعضاً.
* الضعيف إذا تعددت طرقه يرتقي إلى مرتبة الحسن بشروط:
١- أن يكون الطريق الآخر مثله أو أقوى منه. ٢- أن يكون سبب الضعف إمّا سوء حفظ راويه أو انقطاع في سنده أو جهالةٍ في رجاله، لايكون سببه فسق الراوي أو كذبه. * الحديث باعتبار نقله إلينا ينقسم إلى قسمين: متواتر وآحاد. * المتواتر: هو مارواه عدد كثير في جميع طبقات السند يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب وأسندوه إلى شيء محسوس.
* الأقوال في العدد الذي يثبت به التواتر كثيره، أشهرها أنهم عشرة، والصحيح والراجح أنه كل عدد يحصل به اليقين وهذا مارجّحه الحافظ ابن حجر رحمه الله.
* أسندوه إلى شيء محسوس: كقولهم سمعنا أو حدثنا.

* المتواتر ينقسم إلى قسمين: متواتو لفظي ومتواتر معنوي،  المتواتر اللفظي: ماتواتر لفظه ومعناه كحديث: (من كذب عليّ متعمداً...) ، المتواتر المعنوي: ماتواتر معناه دون لفظه، كأحاديث السواك وأحاديث رفع اليدين في الصلاة.

* حديث الآحاد: هو مالم يجمع شروط المتواتر، وهو ثلاثة أقسام: المشهور والعزيز والغريب. ١- المشهور: مارواه في كل طبقة ثلاثة فأكثر مالم يبلغ حد التواتر. كحديث( إن الله لاينتزع العلم من قلوب العباد...). ٢- العزيز: ماراوه في كل طبقة اثنان، كحديث(لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده). ٣- الغريب: مارواه واحد فقط، كحديث عمر(إنما الأعمال بالنيات).
* الحديث المتواتر مقطوع في صحّته فيُعمل ويُحتجّ به، والآحاد يُنظر إليه فيُعمل ويُحتج بالصحيح منه في العقائد والأحكام وغير ذلك.
* إذا صحّ الحديث فإنه يعمل به ويحتج به في العقائد والأحكام سواءاً كان متواتراً أو آحاداً، خلافاً لأهل البدع.
* المشهور عند أهل الحديث غير المشهور عند العوام، فالمشهور عند العوام قد يكون ضعيف وقد يكون موضوع لا أصل له كحديث( حب الوطن من الإيمان).
جمعها / عبدالله الزوبعي
شهر 5 عام 1436 هجري
تابع القراءة ←
;