فوائد من كتاب الجواب الكافي - لإبن القيم ( 1 )

فوائد من كتاب الجواب الكافي - لإبن القيم ( 1 )


١- ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة، لرأى لها تأثيرا عجيبا في الشفاء!! ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرا عجيبا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما، وكان كثير منهم يبرأ سريعا.

٢- والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدفعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخفّفه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن.

٣- قال ابن مسعود: ما كُرِب نبي من الأنبياء إلّا استغاث بالتسبيح.

٤- قوله تعالى ( إن الله يغفر الذنوب جميعا ) لاخلاف أنّ الآية في حق التائبين، ولو كانت في حق غيرهم لبطلت نصوص الوعيد كلّها !!

٥- قال الحسن البصري: "إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: إنّي لأُحسن الظن بربي، وكذب!! لو أحسن الظن لأحسن العمل"

٦- قال بعض السلف: رُبّ مُستدَرج بنعم الله عليه وهو لا يعلم، ورُبّ مغرور بستر الله عليه وهو لا يعلم، ورُبّ مفتون بثناء الناس عليه وهو لا يعلم.

٧- من رجا شيئا استلزم رجاؤه ثلاثة أمور:
أحدها: محبة ما يرجوه.
الثاني: خوفه من فواته.
الثالث: سعيه في تحصيله بحسب الإمكان.

٨- عثمان بن عفان -رضي الله عنه - كان إذا وقف على القبر يبكي حتى تُبَل لحيته!! وقال: لو أنني بين الجنة والنار، ولا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير.

٩- قال البخاري في صحيحه: ( باب خوف المؤمن أن يُحبط عمله وهو لا يشعر)
وقال ابن أبي مُليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - كلّهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل.

١٠- من مراسيل الحسن: إذا أظهر الناس العلم وضيعوا العمل، وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا بالأرحام، لعنهم الله عز وجل عند ذلك فأصمّهم وأعمى أبصارهم.

١١- قال أبو بكر الصديق: أيها الناس إنكم تتلون هذه الآية، وإنكم تضعونها على غير موضعها {ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه وفي لفظ: إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابٍ من عنده»  صحيح رواه أحمد والترمذي

١٢- قال بلال بن سعد: لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت!! وقال الفضيل بن عياض: بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله.

١٣- قال ابن عباس: إن للحسنة ضياءً في الوجه ونورا في القلب، وسعةً في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن، ونقصا في الرزق وبُغضةً في قلوب الخلق!!

١٤- "المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه" قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزّوا عليه لعصمهم، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال الله تعالى: {ومن يهن الله فما له من مكرم} وإن عظّمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفا من شرهم، فهم في قلوبهم أحقر شيء.

١٥- المعصية تورث الذل ولا بد؛ فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) أي: فليطلبها بطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله!!

١٦- كان من دعاء بعض السلف: (اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك)
وقال الحسن البصري: أبى الله إلا أن يُذل من عصاه.


١٧- من استحيى من الله عند معصيته، استحيى الله من عقوبته يوم يلقاه.


١٨- كُل من أحب شيئاً غير الله عُذِّب به.

١٩- قال بعض السلف: رأيت العبد مُلقى بين الله سبحانه وبين الشيطان، فإن أعرض الله عنه تولّاه الشيطان، وإن تولاه الله لم يقدر عليه الشيطان.

٢٠- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: من التائبين من يعود إلى أرفع من درجته قبل الذنب، ومنهم من يعود إلى مثل درجته ومنهم من لايصل إلى درجته!!  قال ابن القيم مُعلقاً: وهذا بحسب قوة التوبة وكمالها، وما أحدثته المعصية للعبد من الذل والخضوع والإنابة والحذر والخوف من الله والبكاء من خشيته، فقد تقوى هذه الأمور حتى يعود التائب إلى أرفع من درجته، ويصير بعد التوبة خيراً من قبل الخطيئة، فهذا قد تكون الخطيئة في حقّه رحمة، فإنها نفت عنه داء العُجْب وخلّصته من ثقته بنفسه وإدلاله بأعماله، وعرّفته قدره وأشهدته فقره وضرورته إلى عفو ربّه، وأوقفته بين يدي ربه موقف الخطّائين المذنبين، مستحيياً منه خائفاً وجِلاً !!

٢١- فإن الذنب لايخلو من عقوبةٍ البتّة، ولكن لجهل العبد لايشعر بما فيه من العقوبة، لأنه بمنزلة السكران والمُخدّر والنائم الذي لايشعر بالألم؛ فإذا استيقظ وصَحَا أحسّ بالألم.

٢٢- سبحان الله! كمّ من قلب منكوس وصاحبه لايشعر!؟


٢٣- قال أحدهم: إنه ليمرّ بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيشٍ طيب.


٢٤- وأيّ لذّة ونعيم أطيب من برّ القلب وسلامة الصدر، ومعرفة الربّ تبارك وتعالى ومحبّته وهل العيش في الحقيقة إلّا عيش القلب السليم؟ وقد أثنى الله على خليله إبراهيم عليه السلام بسلامة قلبه (إذ جاء ربه بقلبٍ سليم).

٢٥- قال الإمام أحمد: ولا أعلم بعد قتل النفس شيئاً أعظم من الزنى.


جمعها بفضل الله - أخوكم/ عبدالله الزوبعي
بتاريخ: ٢٦/ ٥/ ١٤٣٦ هجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;