فوائد من كتاب صيد الخاطر - لابن الجوزي

فوائد من كتاب صيد الخاطر
لابن الجوزي رحمه الله


١-  من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها نال خيرها، ونجا من شرّها (فراقب العواقب تسلم ولا تمِل مع الهوى فتندم)

٢- ليت الذنوبَ إذا تَخَلَّتْ خَلَّتْ! 


٣- من قارب الفتنة بعُدت عنه السلامة، ومن ادّعى الصبر، وُكِّل إلى نفسه.


٤- وقد يُهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب، ولايدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه، فمتى رأيت مُعاقباً فاعْلم أنه لذنوب!!


٥- من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تحصيل الأعمال.


٦- قال ابن سيرين؛ عيّرت رجلاً فقلت يامفلس، فأفلست بعد اربعين سنة!!  وقال ابن الجلاد: رآني شيخي وأنا أنظر إلى أمرد، فقال: ماهذا؟ لتجدنّ عاقبتها، فنسيت القران بعد أربعين سنة!!


٧- فرُبّ شخص أطلق بصره، فحُرم اعتبار بصيرته، أو لسانه، فحرم صفاء قلبه، أو آثر شبهة في مطعمة، فأظلم سره، وحرم قيام الليل، وحلاوة المناجاة، إلى غير ذلك، وهذا أمر يعرفه أهل محاسبة النفوس. وعلى ضدّه يجد من يتقي الله تعالى من حسن الجزاء.


٨- النفس لو دامت لها اليقظة، لوقعت فيما هو شر من فوت ما فاتها، وهو العُجْب بحالها، والاحتقار لجنسها!! 

٩- وأصل الأصول العلم، وأنفع العلوم النظر في سير الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:٩٠] .


١٠- إذا كانت بعض المخلوقات لا تُعْلَمُ إلا جُمْلة فالخالق أجلّ وأعلى !!

١١- وأَسْلَمُ ما للجبان العُزلة خصوصًا في زمان قد مات فيه المعروف، وعاش فيه المنكر.

١٢- الحذر الحذر من فساد التأويل، فإن الله تعالى لا يُخَادَعُ، ولا ينال ما عنده بمعصيته.


١٣- احذروا إخواني من الترخّص فيما لا يُؤمن فساده؛ فإن الشيطان يزيّن المباح في أول مرتبة، ثم يجرّ إلى الحرام، فتلمحوا المآل، وافهموا الحال.


١٤- من دواعي الإخفاق، الجزع من ثُقل البداية - قال أبو يزيد رحمة الله عليه: ما زلت أسوق نفسي إلى الله تعالى وهي تبكي، حتى سقتها وهي تضحك!!


١٥- وأنفع ماللعامّي مجلس الوعظ، يردّه عن ذنب ويُحرّكه إلى توبه.


١٦-
الناس في غفلةٍ والموت يوقظهمْ ... وما يفيقون حتَّى ينفد العُمُرُ
يشيعون أهاليهمْ بجمْعهمُ ... وينظرون إلى ما فيه قد قبرُوْا
ويرجعون إلى أحلام غفلتِهِمْ ... كَأَنَّهُمْ مَا رَأَوْا شَيْئًا وَلَا نَظَرُوْا


١٧- فيا ليتني قدرت على عمر نوح، فإن العلم كثير، وكلما حصل منه حاصل، رفع ونفع.


١٨- اعلم أن شرعنَا مضبوط الأصول، محروس القواعد، لا خلل فيه ولا دخَل، إنما الآفة تدخل من المبتدعين في الدين أو الجهال.


١٩- اعلم أن الزمان لا يثبت على حال، كما قال عز وجل: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي!! فالسعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حال وهو تقوى الله عز وجل.


٢٠- ورُبّ كلمة جرى بها اللسان، هلك بها الإنسان.


٢١- لا خير في سعة من الدنيا ضيّقت طريق الآخره.


٢٢-  أُفٍ للذنوب ما أقبح آثارها وما أسوأ أخبارها، ولا كانت شهوة تُنال إلّا بمقدار قوّة الغفلة".


٢٣- رأيت أقواما من المنتسبين إلى العلم، أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات، فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات، فكانوا موجودين كالمعدومين، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم.


٢٤- الله الله من جراءة على طلب الأغراض، مع نسيان ما تقدم من الذنوب، التي توجب تنكيس الرأس !!


٢٥-  فكيف يُعجب بنفسه أحدنا، وربما أتى بعدنا من لايعدّنا.


٢٦- المسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به، ففاتته لذات الدنيا وخيرات الآخرة، فقدم مفلسا، على قوة الحجة عليه.


٢٧-  قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى، فيُلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر.


٢٨- الحذر الحذر، فقد رأينا من كان على سُنن الصواب، ثم زلّ على شفير القبر.


٢٩- ما رأيت أعظم فتنة من مقاربة الفتنة، وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها "ومن حام حول الحمى، يوشك أن يقع فيه"


٣٠- فأجود الأشياء قطع أسباب الفتن، وترك الترخّص فيما يجوز، إذا كان حاملا ومؤديّاً إلى ما لا يجوز.


٣١-  فمن أصلح سريرته، فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر.


٣٢- ومن يُنفق الأيام في حفظ مالهِ  ....  مخافةَ فقرٍ فالذي فعلَ الفقرُ


٣٣- رأيت جماعة من العلماء يعصون الله ويظنون أن العلم يدفع عنهم، ومايدرون أن العلم خصمهم.


٣٤- وإن الإنسان ليمشي في السوق ساعة، فينسى بما يرى مايعلم، فكيف إذا انظم إلى ذلك التردد إلى الأغنياء والطمع في أموالهم.


٣٥- بلغني عن بعض الكرماء أن رجلا سأله، فقال: أنا الذي أحسنت إليّ يوم كذا وكذا. فقال: مرحبا بمن يتوسل إلينا بنا، ثم قضى حاجته.


٣٦-  وجمهور الناس اليوم معارف، ويندُر فيهم صديق في الظاهر؛ فأما الأخوّة والمصافاه، فذاك شيء نُسِخ، فلا يُطمع فيه.


٣٧-  يثقل على من ألِف مخالطة الناس التشاغل بالعلم، أو بالعبادة، ولا يزال يخالطهم حتى تهون عليه الغيبة، وتضيع الساعات في غير شيء،، فمن أراد اجتماع همه، فعليه بالعزلة، بحيث لا يسمع صوت أحد.


٣٨- ما رأيت أكثر أذى للمؤمن من مخالطة من لا يصلح، فإن الطبع يسرق؛ فإن لم يتشبه بهم، ولم يسرق منهم، فتَرَ عن عمله!! 

٣٩- قال السجّان لأحمد بن حنبل: هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال: لا، أنت من الظلمة؛ إنما أعوان الظلمة من أعانك في أمر !!


٤٠- مرّ بشر الحافي على بئر، فقال له صاحبه: أنا عطشان. فقال: البئر الأخرى؛ فمر عليها، فقال له: الأخرى، ثم قال: كذا تقطع الدنيا.


٤١- عليكم بملاحظة سيَر السلف، ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم.


٤٢- ولا ينبغي أن تطلب لحاسدك عقوبة أكثر مما فيه، فإنه في أمر عظيم متصل، لا يرضيه إلا زوال نعمتك، وكلما امتدت، امتد عذابه، فلا عيش له! وما طاب عيش أهل الجنة إلا حين نزع الحسد والغل من صدورهم، ولولا أنه نُزع: تحاسدوا،وتنغّص عيشهم.


٤٣- آه للمرائي من يوم: {وحُصّل ما في الصدور} وهي النيات! فأفيقوا من سكركم، وتوبوا من زللكم.


‏٤٤- يا مرفوع القدر بالتقوى، لا تبِع عزّها بذُلّ المعاصي!


٤٥- ما أقلّ من يعمل لله تعالى خالصا, لأن أكثر الناس يحبون ظهور عباداتهم. 



تم ولله الحمد الإنتهاء من هذا المختصر، الذي انتقيت فيه خمس وأربعون فائدة من كتاب "صيد الخاطر" نسأل الله القبول والإخلاص.

 جمعها عبدالله الزوبعي ١٤٣٦/٥/١٧ هجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;