فوائد من كتاب : سلوة الأحزان عن مجالسة الأحداث والنسوان.
للمؤلف: محمد بن حميد بن حجازي بن محمد الحاتم لقباً المشتولي الشافعي رحمه الله
١- قال أحدهم: من اتّبع الشهوات فقد غرس في قلبه شجر الندامات.
٢- قال بعض المشايخ لأحد طلابه: يا بُني ألا أدلك على عمل كثير من أعمال الأبرار تدرك به العامل المجتهد، وإن كنت متوانياً؟ احفظ طرفك ولسانك مع أداء الحقوق، فذلك أعمال الراسخين.
٣- نظر بعض العبّاد إلى صبي فتأمل محاسنه فأتى في منامه وقيل لتجدن غبها بعد أربعين سنة.
٤- قال ابن القيم: غض البصر يورث حلاوة في القلب واعلم أن من غض بصره عن محاسن امرأة، أو أمرد لله تعالى، أورث الله قلبه حلاوة إلى يوم يلقاه.
٥- قال يحيى بن معاذ: " القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها فانظر إلى الرجل متى تكلم فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه من حلو وحامض، وعذب وأجاج وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه "
٦- واعلم أنك لا تصل إلى حفظ الفرج إلا بحفظ العين عن النظر، وحفظ القلب عن الفكرة، وحفظ البطن عن الشهوات، وعن الشبع، فهذه محركات الشهوة ومغارسها.
٧- لمن يخاف على نفسه الفتنة : إذا نظرت إلى امرأة أو غيرها فخفت الفتنة على نفسك فولّ وجهك، وقل: كما قال يوسف عليه السلام حين رأى: " اعصمني اللهم برحمتك يا أرحم الراحمين ".
٨- قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: صحبة الأحداث أقوى حبائل الشيطان التي يصيد بها، وقد كان السلف الصالح يبالغون في الإعراض عن المُرْد.
٩- قال أحمد المؤدب رحمه الله: قد رأينا من كان أقوى إيمانا من الصوفية، وإذا رأى الحدَث قد أقبل يفرّ منه كفراره من الأسد!
١٠- وقال الحسن بن ذكوان: " لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى
١١- الخلوة بالأمرد كالخلوة بالمرأة كما ذكر النووي في فتاويه، وقيّد تحريم النظر في كتابه " الرياض والتبيان " بما إذا كان حسناً.
١٣- قالت عائشة رضي الله عنها: " لو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد، كما منعت نساء بني إسرائيل ". متفق عليه. فهذا قولها في نساء زمانها فكيف لو رأت نساء زماننا، ولكن نسأل الله لنا ولهن العفو والعافية.
١٤- قال النووي في التبيان وهو يتكلم عن النظر الحرام: قال وأقبح من هذا النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه كالأمرد وغيره، فأما النظر إلى الأمرد الحسن من غير حاجة حرام سواء كان بشهوة أو بغيرها سواء أمن الفتنه أم لم يأمنها هذا هو المذهب الصحيح المختار عند العلماء وقد نص على تحريمه الإمام الشافعي - رضي الله عنه - ومن لا يحصر من العلماء رضي الله عنهم أجمعين. ودليله قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) .
١٥- رويَ عن بعض السلف أنه رأى بعض الموتى في النوم مما كان يعتقده بالخير فسأله عن حاله فقال له: انسلخ لحم وجهي لما وقفت بين يدي الله تعالى حياء منه من أجل نظرة نظرتها إلى شاب.
١٦- عن عبد الله بن عطاء رحمه الله قال: وعليك أيها المؤمن بغض بصرك في خروجك إلى أن ترجع ولتذكر قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) الآية. ولا تكن لنعمة الله كفورا، وأمانة من الله عنده فلا تكن له خائنا وليذكر قوله تعالى: (ألم يعلم بأن الله يرى) . فإذا أردت أن ترى فاعلم أنه يرى، وليعلم العبد أنه إذا غض بصره فتح الله بصيرته جزاء وفاقاً، وقال: ما غض أحد بصره عن محارم الله إلا وأوجد الله نوراً في قلبه يجد حلاوة ذلك.
١٧- قال بعض السلف: إذا سقط العبد من عين الله ابتلاه بمحبة المردان.
١٨- قال ابن القيم رحمه الله: لم يبتل الله سبحانه وتعالى بهذه الكبيرة قبل قوم لوط أحدا من العالمين وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أمة غيرهم، وجمع عليهم أنواعا من العقوبات من الإهلاك، وقلب ديارهم عليهم، والخسف، ورجمهم بالحجارة من السماء، فنكل بهم نكالا لم ينكله بأمة سواهم؛ وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة.
١٩- قيل : إن المفعول به القتل خير له من وطئه؛ فإنه إذا وطئه الرجل قتله قتلاً لا تُرجى الحياة معه !!
٢٠- دخل رجل على الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - وكان الداخل من رؤساء الناس ومعه ابنه وهو حسن الوجه والمنظر فقال له أحمد - رحمه الله -: لا تأت به معك مرة أخرى.
٢١- قال فتح الموصلي: صحبت ثلاثين شيخاً كلهم أوصوني عند فراقي لهم وقالوا: اتق معاشرة الأحداث.
٢٢- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رءوسهم بالمعازف يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير " إسناده صحيح
٢٣- قال مجاهد رحمه الله: ما من ميت إلا يعرض عليه أهل مجالسه الذي كان يجالس عند الموت إن كانوا أهل اللهو فأهل اللهو، وإن كانوا أهل الذكر فأهل الذكر. جعلنا الله وإياكم من الذاكرين.
٢٤- قال أبو حاتم رضي الله عنه: العقل يلزم صحبة الأخيار ويفارق صحبة الأشرار لأن مودة الأخيار سريع اتصالها بطيء انقطاعها ومودة سريع انقطاعها بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار،
٢٥- قال أحدهم: إذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر له.
٢٦- قال الشافعي رحمه الله: من أراد أن يفتح قلبه نور العلم فعليه بالخلوة وقلة الأكل وترك مخالطة السفهاء.
٢٧- وأكثر ما يقع من الفساد من صحبة الظلمة والقرب منهم والركون إليهم وأكثر ما يعين على المعاصي والفساد ناس من الظلمة من أهل الشرطة وغيرهم، وأهل المعاصي يتخذون عندهم أيادي ليحموهم ويذبّون عنهم من يتعرّض لهم.
٢٨- قال معروف الكرخي - رحمة الله عليه -: علامة مقت الله تعالى للعبد أن تراه مشتغلا بما لا يعنيه.
٢٩- قال سهل بن عبد الله: ففروا إلى الله منه ومما سوى الله إلى الله.
٣٠- قال سفيان: ففروا من الجهل بالله إلى العلم بالله.
٣١- قال الله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) والصادقون ثلاثة: صادق في أفعاله، وصادق في أقواله، وصادق في أحواله.
٣٢- اعلم أن من هيأ شيئا رجاء حصوله سمى راجياً فكذلك من أطاع الله رجاء القبول أو تاب ورجا الغفران.
٣٣- ذكر عبد الله ابن الإمام أحمد في كتابه الزهد لأبيه عن محمد بن سيرين أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال: إني لا أعرف هذا الغم بذنب أصبته قبل أربعين سنة. وههنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب وهي: أنهم لا يرون تأثيره في الحال وقد يتأخر تأثيره فينسى، ويظن العبد أنه لا يغير بعد ذلك.
٣٤- قال الربيع بن خيثم : ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمها إلى ذم غيرها، إن العباد خافوا الله على ذنوب غيرهم وأمنوه على ذنوب أنفسهم.
٣٥- عن ابن عباس في قوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) قال: " يدفع بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي".
٣٦- قال الغزالي رحمه الله -: كل من شاهد منكراً ولم يغيّره ولم ينكره وسكت عنه فهو شريك فيه، فالمستمع شريك المغتاب، ويجري هذا في جميع المعاصي.
٣٧- وبالجملة من خالط الناس كثرت معاصيه وإن كان تقياً في نفسه إلا أن يترك المداهنة لا تأخذه في الله لومة لائم.
٣٨- قال الحسن البصري رحمه الله: إذا كنت تأمر بالمعروف فكن من أجدى الناس به وإلا هلكت.
٣٩- ومما تعرف توبة التائب في أربعة أشياء: الأول: يملك لسانه عن الفضول والغيبة. الثاني: أن لا يرى في قلبه حسد ولا عداوة. الثالث: أن يفارق إخوان الشر فإنهم هم الذين يحملونه على رد هذا القصد، ويشوشون عليه صحة هذا العزم. الرابع: أن يكون مستعدا للموت، نادما مستغفرا لما سلف من ذنوبه.
٤٠- عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال -: كم من تائب يرد القيامة فظن أنه تائب، وليس بتائب، لأنه لم يُحكم أبواب التوبة.
٤١- وقد قال العلماء رضي الله عنهم: إذا تاب العبد من ذنب دون ذنب صحت التوبة من الذنب الذي تاب منه، وبقى عليه الذنوب التي لم يتب منها يعاقب عليها، حتى يتوب من الجميع.
٤٢- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: من مقت نفسه في الله أمنه الله من مقته.
٤٣- اعلم أن حقيقة التوبة في القلب أن يبغض التائب الذنب كما كان يحبه، ويبكي منه إذا ذكره، ويتركه كما كان يأخذه.
٤٤- ويقال: أول التوبة يقظة من الله تعالى تقع في القلب فيتذكر العبد تفريطه وإساءته، مع دوام نعم الله تعالى عليه، فيعلم أن الذنوب سموم قاتلة يخاف منها حصول المكروه وفوات المحبوب في الدنيا والآخرة، فإذا حصل له هذا العلم أثمر حالا، وهو الندم على تضييع حق الله تعالى، ثم يثمر الندم عملا وهو المبادرة إلى الخيرات، وقضاء الواجبات، ورد المظلمات، والعزم على إصلاح ما هو آت.
جمعها أخوكم / عبدالله الزوبعي
للمؤلف: محمد بن حميد بن حجازي بن محمد الحاتم لقباً المشتولي الشافعي رحمه الله
١- قال أحدهم: من اتّبع الشهوات فقد غرس في قلبه شجر الندامات.
٢- قال بعض المشايخ لأحد طلابه: يا بُني ألا أدلك على عمل كثير من أعمال الأبرار تدرك به العامل المجتهد، وإن كنت متوانياً؟ احفظ طرفك ولسانك مع أداء الحقوق، فذلك أعمال الراسخين.
٣- نظر بعض العبّاد إلى صبي فتأمل محاسنه فأتى في منامه وقيل لتجدن غبها بعد أربعين سنة.
٤- قال ابن القيم: غض البصر يورث حلاوة في القلب واعلم أن من غض بصره عن محاسن امرأة، أو أمرد لله تعالى، أورث الله قلبه حلاوة إلى يوم يلقاه.
٥- قال يحيى بن معاذ: " القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها فانظر إلى الرجل متى تكلم فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه من حلو وحامض، وعذب وأجاج وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه "
٦- واعلم أنك لا تصل إلى حفظ الفرج إلا بحفظ العين عن النظر، وحفظ القلب عن الفكرة، وحفظ البطن عن الشهوات، وعن الشبع، فهذه محركات الشهوة ومغارسها.
٧- لمن يخاف على نفسه الفتنة : إذا نظرت إلى امرأة أو غيرها فخفت الفتنة على نفسك فولّ وجهك، وقل: كما قال يوسف عليه السلام حين رأى: " اعصمني اللهم برحمتك يا أرحم الراحمين ".
٨- قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: صحبة الأحداث أقوى حبائل الشيطان التي يصيد بها، وقد كان السلف الصالح يبالغون في الإعراض عن المُرْد.
٩- قال أحمد المؤدب رحمه الله: قد رأينا من كان أقوى إيمانا من الصوفية، وإذا رأى الحدَث قد أقبل يفرّ منه كفراره من الأسد!
١٠- وقال الحسن بن ذكوان: " لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى
١١- الخلوة بالأمرد كالخلوة بالمرأة كما ذكر النووي في فتاويه، وقيّد تحريم النظر في كتابه " الرياض والتبيان " بما إذا كان حسناً.
١٣- قالت عائشة رضي الله عنها: " لو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد، كما منعت نساء بني إسرائيل ". متفق عليه. فهذا قولها في نساء زمانها فكيف لو رأت نساء زماننا، ولكن نسأل الله لنا ولهن العفو والعافية.
١٤- قال النووي في التبيان وهو يتكلم عن النظر الحرام: قال وأقبح من هذا النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه كالأمرد وغيره، فأما النظر إلى الأمرد الحسن من غير حاجة حرام سواء كان بشهوة أو بغيرها سواء أمن الفتنه أم لم يأمنها هذا هو المذهب الصحيح المختار عند العلماء وقد نص على تحريمه الإمام الشافعي - رضي الله عنه - ومن لا يحصر من العلماء رضي الله عنهم أجمعين. ودليله قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) .
١٥- رويَ عن بعض السلف أنه رأى بعض الموتى في النوم مما كان يعتقده بالخير فسأله عن حاله فقال له: انسلخ لحم وجهي لما وقفت بين يدي الله تعالى حياء منه من أجل نظرة نظرتها إلى شاب.
١٦- عن عبد الله بن عطاء رحمه الله قال: وعليك أيها المؤمن بغض بصرك في خروجك إلى أن ترجع ولتذكر قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) الآية. ولا تكن لنعمة الله كفورا، وأمانة من الله عنده فلا تكن له خائنا وليذكر قوله تعالى: (ألم يعلم بأن الله يرى) . فإذا أردت أن ترى فاعلم أنه يرى، وليعلم العبد أنه إذا غض بصره فتح الله بصيرته جزاء وفاقاً، وقال: ما غض أحد بصره عن محارم الله إلا وأوجد الله نوراً في قلبه يجد حلاوة ذلك.
١٧- قال بعض السلف: إذا سقط العبد من عين الله ابتلاه بمحبة المردان.
١٨- قال ابن القيم رحمه الله: لم يبتل الله سبحانه وتعالى بهذه الكبيرة قبل قوم لوط أحدا من العالمين وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أمة غيرهم، وجمع عليهم أنواعا من العقوبات من الإهلاك، وقلب ديارهم عليهم، والخسف، ورجمهم بالحجارة من السماء، فنكل بهم نكالا لم ينكله بأمة سواهم؛ وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة.
١٩- قيل : إن المفعول به القتل خير له من وطئه؛ فإنه إذا وطئه الرجل قتله قتلاً لا تُرجى الحياة معه !!
٢٠- دخل رجل على الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - وكان الداخل من رؤساء الناس ومعه ابنه وهو حسن الوجه والمنظر فقال له أحمد - رحمه الله -: لا تأت به معك مرة أخرى.
٢١- قال فتح الموصلي: صحبت ثلاثين شيخاً كلهم أوصوني عند فراقي لهم وقالوا: اتق معاشرة الأحداث.
٢٢- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رءوسهم بالمعازف يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير " إسناده صحيح
٢٣- قال مجاهد رحمه الله: ما من ميت إلا يعرض عليه أهل مجالسه الذي كان يجالس عند الموت إن كانوا أهل اللهو فأهل اللهو، وإن كانوا أهل الذكر فأهل الذكر. جعلنا الله وإياكم من الذاكرين.
٢٤- قال أبو حاتم رضي الله عنه: العقل يلزم صحبة الأخيار ويفارق صحبة الأشرار لأن مودة الأخيار سريع اتصالها بطيء انقطاعها ومودة سريع انقطاعها بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار،
٢٥- قال أحدهم: إذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر له.
٢٦- قال الشافعي رحمه الله: من أراد أن يفتح قلبه نور العلم فعليه بالخلوة وقلة الأكل وترك مخالطة السفهاء.
٢٧- وأكثر ما يقع من الفساد من صحبة الظلمة والقرب منهم والركون إليهم وأكثر ما يعين على المعاصي والفساد ناس من الظلمة من أهل الشرطة وغيرهم، وأهل المعاصي يتخذون عندهم أيادي ليحموهم ويذبّون عنهم من يتعرّض لهم.
٢٨- قال معروف الكرخي - رحمة الله عليه -: علامة مقت الله تعالى للعبد أن تراه مشتغلا بما لا يعنيه.
٢٩- قال سهل بن عبد الله: ففروا إلى الله منه ومما سوى الله إلى الله.
٣٠- قال سفيان: ففروا من الجهل بالله إلى العلم بالله.
٣١- قال الله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) والصادقون ثلاثة: صادق في أفعاله، وصادق في أقواله، وصادق في أحواله.
٣٢- اعلم أن من هيأ شيئا رجاء حصوله سمى راجياً فكذلك من أطاع الله رجاء القبول أو تاب ورجا الغفران.
٣٣- ذكر عبد الله ابن الإمام أحمد في كتابه الزهد لأبيه عن محمد بن سيرين أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال: إني لا أعرف هذا الغم بذنب أصبته قبل أربعين سنة. وههنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب وهي: أنهم لا يرون تأثيره في الحال وقد يتأخر تأثيره فينسى، ويظن العبد أنه لا يغير بعد ذلك.
٣٤- قال الربيع بن خيثم : ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمها إلى ذم غيرها، إن العباد خافوا الله على ذنوب غيرهم وأمنوه على ذنوب أنفسهم.
٣٥- عن ابن عباس في قوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) قال: " يدفع بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي".
٣٦- قال الغزالي رحمه الله -: كل من شاهد منكراً ولم يغيّره ولم ينكره وسكت عنه فهو شريك فيه، فالمستمع شريك المغتاب، ويجري هذا في جميع المعاصي.
٣٧- وبالجملة من خالط الناس كثرت معاصيه وإن كان تقياً في نفسه إلا أن يترك المداهنة لا تأخذه في الله لومة لائم.
٣٨- قال الحسن البصري رحمه الله: إذا كنت تأمر بالمعروف فكن من أجدى الناس به وإلا هلكت.
٣٩- ومما تعرف توبة التائب في أربعة أشياء: الأول: يملك لسانه عن الفضول والغيبة. الثاني: أن لا يرى في قلبه حسد ولا عداوة. الثالث: أن يفارق إخوان الشر فإنهم هم الذين يحملونه على رد هذا القصد، ويشوشون عليه صحة هذا العزم. الرابع: أن يكون مستعدا للموت، نادما مستغفرا لما سلف من ذنوبه.
٤٠- عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال -: كم من تائب يرد القيامة فظن أنه تائب، وليس بتائب، لأنه لم يُحكم أبواب التوبة.
٤١- وقد قال العلماء رضي الله عنهم: إذا تاب العبد من ذنب دون ذنب صحت التوبة من الذنب الذي تاب منه، وبقى عليه الذنوب التي لم يتب منها يعاقب عليها، حتى يتوب من الجميع.
٤٢- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: من مقت نفسه في الله أمنه الله من مقته.
٤٣- اعلم أن حقيقة التوبة في القلب أن يبغض التائب الذنب كما كان يحبه، ويبكي منه إذا ذكره، ويتركه كما كان يأخذه.
٤٤- ويقال: أول التوبة يقظة من الله تعالى تقع في القلب فيتذكر العبد تفريطه وإساءته، مع دوام نعم الله تعالى عليه، فيعلم أن الذنوب سموم قاتلة يخاف منها حصول المكروه وفوات المحبوب في الدنيا والآخرة، فإذا حصل له هذا العلم أثمر حالا، وهو الندم على تضييع حق الله تعالى، ثم يثمر الندم عملا وهو المبادرة إلى الخيرات، وقضاء الواجبات، ورد المظلمات، والعزم على إصلاح ما هو آت.
جمعها أخوكم / عبدالله الزوبعي