فوائد من (كتاب العزلة)
للمؤلف: ابن أبي الدنيا رحمه الله
***
١- وعن فوائد العزلة، يقول الغزالي في: الإحياء " (٢/٢٢٦ ـ وما بعدها) :
الفائدة الأولى: التفرغ للعبادة والفكر والاستئناس بمناجات الله تعالى عن مناجاة الخلق.
الفائدة الثانية: التخلص بالعزلة عن المعاصي التي يتعرض الإنسان لها غالبا بالمخالطة، ويسلم منها في الخلوة، وهي أربع " الغيبة، والنميمة، والرياء، والسكوت عن الأمر بالمعروف الونهي عن المنكر، ومسارقة الطبع من الأخلاق الرديئة، والأعمال الخبيثة التي يوجبها الحرص على الدنيا.
الفائدة الثالثة: الخلاص من الفتن والخصومات وصيانة الدين والنفس عن الخوض فيها والتعرض لأخطارها، وقلّما تخلو البلاد عن تعصبات وفتن وخصومات، فالمعتزل عنهم في سلامة منها.
الفائدة الرابعة: الخلاص من شر الناس.
الفائدة الخامسة: أن ينقطع الناس عنك، وينقطع طمعك عن الناس.
٢- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: " نعم صومعة المرء المسلم بيته، يكف لسانه، وفرجه، وبصره، وإياكم ومجالسة الأسواق، فإنها تُلهي وتلغي ".
٣- عن مكحول، قال: " إن كان الفضل في الجماعة، فإن السلامة في العزلة ".
٤- عن بكر بن سوده قال - كان رجل يعتزل الناس إنما هو وحده، فجاءه أبو الدرداء، فقال: أنشدك الله! ما يحملك على أن تعتزل الناس؟ قال: إني أخشى أن أسلب ديني وأنا لا أشعر، قال: أترى في الجند مائة يخافون ما تخاف؟ فلم يزل ينقص حتى بلغ عشرة , فحدث بذلك رجلا من أهل الشام، فقال: ذلك شرحبيل بن السمط "
٥- قال الفُضيل "من استوحش من الوحدة، واستأنس بالناس، لم يسلم من الرياء".
٦- قال عمير بن صدقة - كان داود الطائي لي صديقاً، وكنا نجلس جميعا في حلقة أبي حنيفة، حتى اعتزل وبعد، فأتيته، فقلت: يا أبا سليمان! جفوتنا، قال: يا أبا محمد، ليس مجلسكم ذلك من أمر الآخرة في شيء، ثم قال: أستغفر الله، أستغفر الله، ثم قام وتركني.
٧- كان سفيان الثوري، يقول: " أقل من معرفة الناس، تقل غيبتك "
٨- عن شعيب بن حرب، قال: " دخلت على مالك بن مغول بالكوفة، وهو في داره وحده جالس، فقلت له: أما تستوحش في هذه الدار وحدك؟ فقال: ما كنت أرى أن أحدا يستوحش مع الله، عز وجل".
٩- قال فضيل بن عياض : "من لم يستأنس بالقرآن، فلا آنس الله وحشته".
١٠- قال رجل للفضيل أوصني / قال: يا عبد الله! أخفِ مكانك، واحفظ لسانك، واستغفر الله لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات.
١١- من أدعية المعتزلين: اللهم إني أعوذ بك من قرْب من يزيدني قربه بعداً منك.
١٢- عن عبد الله بن المبارك، قال: قال لي بعضهم في تفسير العزلة: هو أن تكون مع القوم، فإن خاضوا في ذكر الله، فخض معهم، وإن خاضوا في غير ذلك، فأمسِك.
١٣- قال سفيان رحمه الله: أحب أن أعرف الناس ولا يعرفوني.
١٤-قال إبراهيم بن أدهم: ما صدق الله عبد أحب الشهرة.
١٥- قال بشر بن منصور: ما جلست إلى أحد ولا جلس إلي أحد فقمت من عنده، أو قام من عندي، إلا علمت أني لو لم أقعد إليه أو يقعد إلي، كان خيرا لي
١٦- كان مالك بن دينار يقول لي: احفظ عني: كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه خيرا في أمر دينك، ففر منه.
١٧- كان مخلد بن حسين يقول: ما أحب الله عز وجل، عبدا وأحب أن يعرف الناس مكانه!! قال سفيان بن عيينة: لم يُعرفوا حتى أحبوا أن لا يُعرفوا.
١٨- عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت له: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله تعالى بهذا الخير، فهل بعد الخير من شر؟ قال: " نعم "، فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: " نعم، وفيه دخن "، قلت: وما دخنه؟ قال: " قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر "، قلت: فهل بعد الخير من شر؟ قال: " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها "، قلت: يا رسول الله! صفهم لنا، قال: " هم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا "، قلت: يا رسول الله! فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: " الزم جماعة المسلمين وإمامهم، فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، فاعتزل تلك الفرق ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك " رواه البخاري.
جمعها / عبدالله الزوبعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق