فوائد من كتاب: العبوديّة
لشيخ الإسلام: ابن تيميّه رحمه الله
١- العبادة: هي اسمٌ جامع لكل ما يُحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
٢- العبادة الأمور بها تتضمّن معنى الذُلّ ومعنى الحُبّ، فهي تتضمّن غاية الذُلّ لله تعالى بغاية المحبّة له.
٣- كُل ما أُحِب لغير الله فمحبّته فاسده.
٤- الواجب التوبة من المعائب، والصبر على المصائب، كما قال تعالى "فاصبر إنّ وعد الله حقٌ واستغفر لذنبك".
٥- ومن عبادته وطاعته: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الإمكان، والجهاد في سبيله لأهل الكفر والنفاق، فيجتهدون في إقامة دينه مستعينين به، دافعين مُزيلين بذلك ما قُدِّر من السيئات.
٦- قيل لسفيان: ما بال أهل الأهواء لهم محبة شديدة لأهوائهم؟ فقال: أنسيت قوله تعالى "وأُشرِبوا في قلوبهم العجل بكفرهم".
٧- قال الزهري: كان من مضى من السلف يقولون: الإعتصام بالسُنّة نجاة! وذلك أنّ السنّة كما قال مالك: مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق.
٨- كمال المخلوق في تحقيق عبوديّته لله، وكُلّما ازداد العبد تحقيقاً للعبوديّة ازداد كمالُه وعلَت درجتُه.
٩- الشكوى إلى الخالق لا تُنافي الصبر الجميل، فإنّ يعقوب قال "فصبرٌ جميل" وقال: "إنما أشكوا بثّي وحُزني إلى الله".
١٠- فإنّ أسْر القلب أعظم من أسْر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن.
١١- فأمّا من استعبد قلبه صورة محرّمة فهذا هو العذاب الذي لا ثواب فيه! وهؤلاء من أعظم الناس عذاباً وأقلّهم ثوابا.
١٢- قال تعالى في حق يوسف: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا من المُخلصين" فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصور والتعلّق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله.
١٣- ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص له، تغلبه نفسه على اتباع هواها، فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوي في قلبه، انقهر له هواه بلا علاج.
١٤- قال في المحبة في الله: فإنّ محبّة محبوب المحبوب، من تمام محبّة المحبوب.
١٥- فكُلّما قوي إخلاص العبد دينه لله، كمُلت عبوديّته واستغناؤه عن المخلوقات، وبكمال عبوديّته تكمل تبرئته من الكُبْر والشرك.
١٦- الأنبياء جميعهم مبعوثين بدين الإسلام، فهو الدين الذي لا يقبل الله غيره، لا من الأولين ولا من الآخِرين.
١٧- وكرِه من كرِه من أهل المعرفة والعلم، مجالسة أقوام يُكثرون الكلام في المحبة بلا خشية.
١٨- قال أحد السلف: من عبد الله بالحُب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مُرجىء، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحُب والخوف والرجاء فهو مؤمن مُوحِّد.
١٩- ومن محبّة الله بُغض ما يُبغضه الله ورسوله، وجهاد أهلِه بالنّفس والمال.
٢٠- قال شداد بن أوس: إنّ أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفيّة.
٢١- فإنّ المُخلص لله ذاق من حلاوة عبوديّته لله ما يمنعه من عبوديّة غيره، ومن حلاوة محبة الله ما يمنعه من محبة غيره.
٢٢- وخُلاصة الدين أصلان:
أن لا نعبد إلا الله، ولا نعبده إلا بما شرَع.
٢٣- فكُلّ عمل أُريد به غير الله لم يكن لله، وكُل عمل لا يوافق شرع الله لم يكن لله، بل لا يكون لله إلّا ما جمع الوصفين، أن يكون لله، وأن يكون موافقة لمحبة الله ورسوله.
٢٤- ومن أعظم هذا البلاء "العشق" إعراض القلب عن الله، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له، لم يكن عنده شيء قط أحلى ولا ألذّ من ذلك.
٢٥- فجعل الله لأهل محبّته علامتين:
اتّباع الرسول ﷺ
والجهاد في سبيله.
تمت, والله أعلم وصلى وسلم على نبينا محمد
جمعها / عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٢٩/ ١١/ ١٤٣٦هجري
لشيخ الإسلام: ابن تيميّه رحمه الله
١- العبادة: هي اسمٌ جامع لكل ما يُحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
٢- العبادة الأمور بها تتضمّن معنى الذُلّ ومعنى الحُبّ، فهي تتضمّن غاية الذُلّ لله تعالى بغاية المحبّة له.
٣- كُل ما أُحِب لغير الله فمحبّته فاسده.
٤- الواجب التوبة من المعائب، والصبر على المصائب، كما قال تعالى "فاصبر إنّ وعد الله حقٌ واستغفر لذنبك".
٥- ومن عبادته وطاعته: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الإمكان، والجهاد في سبيله لأهل الكفر والنفاق، فيجتهدون في إقامة دينه مستعينين به، دافعين مُزيلين بذلك ما قُدِّر من السيئات.
٦- قيل لسفيان: ما بال أهل الأهواء لهم محبة شديدة لأهوائهم؟ فقال: أنسيت قوله تعالى "وأُشرِبوا في قلوبهم العجل بكفرهم".
٧- قال الزهري: كان من مضى من السلف يقولون: الإعتصام بالسُنّة نجاة! وذلك أنّ السنّة كما قال مالك: مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق.
٨- كمال المخلوق في تحقيق عبوديّته لله، وكُلّما ازداد العبد تحقيقاً للعبوديّة ازداد كمالُه وعلَت درجتُه.
٩- الشكوى إلى الخالق لا تُنافي الصبر الجميل، فإنّ يعقوب قال "فصبرٌ جميل" وقال: "إنما أشكوا بثّي وحُزني إلى الله".
١٠- فإنّ أسْر القلب أعظم من أسْر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن.
١١- فأمّا من استعبد قلبه صورة محرّمة فهذا هو العذاب الذي لا ثواب فيه! وهؤلاء من أعظم الناس عذاباً وأقلّهم ثوابا.
١٢- قال تعالى في حق يوسف: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا من المُخلصين" فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصور والتعلّق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله.
١٣- ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص له، تغلبه نفسه على اتباع هواها، فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوي في قلبه، انقهر له هواه بلا علاج.
١٤- قال في المحبة في الله: فإنّ محبّة محبوب المحبوب، من تمام محبّة المحبوب.
١٥- فكُلّما قوي إخلاص العبد دينه لله، كمُلت عبوديّته واستغناؤه عن المخلوقات، وبكمال عبوديّته تكمل تبرئته من الكُبْر والشرك.
١٦- الأنبياء جميعهم مبعوثين بدين الإسلام، فهو الدين الذي لا يقبل الله غيره، لا من الأولين ولا من الآخِرين.
١٧- وكرِه من كرِه من أهل المعرفة والعلم، مجالسة أقوام يُكثرون الكلام في المحبة بلا خشية.
١٨- قال أحد السلف: من عبد الله بالحُب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مُرجىء، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحُب والخوف والرجاء فهو مؤمن مُوحِّد.
١٩- ومن محبّة الله بُغض ما يُبغضه الله ورسوله، وجهاد أهلِه بالنّفس والمال.
٢٠- قال شداد بن أوس: إنّ أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفيّة.
٢١- فإنّ المُخلص لله ذاق من حلاوة عبوديّته لله ما يمنعه من عبوديّة غيره، ومن حلاوة محبة الله ما يمنعه من محبة غيره.
٢٢- وخُلاصة الدين أصلان:
أن لا نعبد إلا الله، ولا نعبده إلا بما شرَع.
٢٣- فكُلّ عمل أُريد به غير الله لم يكن لله، وكُل عمل لا يوافق شرع الله لم يكن لله، بل لا يكون لله إلّا ما جمع الوصفين، أن يكون لله، وأن يكون موافقة لمحبة الله ورسوله.
٢٤- ومن أعظم هذا البلاء "العشق" إعراض القلب عن الله، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له، لم يكن عنده شيء قط أحلى ولا ألذّ من ذلك.
٢٥- فجعل الله لأهل محبّته علامتين:
اتّباع الرسول ﷺ
والجهاد في سبيله.
تمت, والله أعلم وصلى وسلم على نبينا محمد
جمعها / عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٢٩/ ١١/ ١٤٣٦هجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق