مقتطفات من كتاب: من حديث النفس للطنطاوي

مقتطفات من كتاب / من حديث النفس
للأديب / علي الطنطاوي رحمه الله

١- وقد بلغ ما طُبِع من كلامي أكثر من عشرة آلاف صفحة، لو نخلتها نخلاً ما وجدت فيها "بحمد الله" سطراً فيه تزلّف للظالمين.

٢- ألا ما أعظم فضل الأدباء على الناس! ولكن الناس لا يشكرون .

٣- اللهم إني قد نفضت يدي من الناس، وإني أسألك أمرا واحداً: ألا تقطعني عنك، وأن تدلني عليك!

٤- وأنا أصرف العمر "في قطع العمر" وأجعل أكبر همي إضاعة يومي، كأني أُعطِيت الحياة لأعمل على تبديدها !!

٥- وما آلام الدنيا كلها إلا ألوان من الفراق، فالموت فراق الحياة، والغربة فراق الديار، والفقر فراق المال .

٦- إني أشكوا ولكن إلى الله، فليس في الناس من يُشكَى إليه.

٧- نُشيّع الجنائز ونمشي معها ونحن في غفلةٍ عنها نتكلم بكلام الدنيا، ونرى مواكب الأموات تمر بنا كل يوم فلا نفكِّر ولا نعتبر.

٨- يقول كل واحد مِنّا بلسانه: الموت حق ومكتوب على كل حيّ، ويقول بفعله: لن أموت! لقد كُتِب الموت على كل نفس إلا نفسي!

٩- يقولون "الدين المعاملة والصدق" صحيح، ولكن هذا من الدين، وليس هو الدين! وهذا يستوي فيه كل شريف، فما معنى تفريقهم إلى مؤمنين وملحدين؟

١٠- ما آلمني شيء في الحياة ما آلمتني "الوحدة" كنت أشعر كلما انفردت بفراغ هائل في نفسي، وأحس بأنها غريبة عنِّي، ثقيلة عليّ!

١١- يقولون: المصيبة تبدو كبيرة ثم تصغر، لكن مصيبتي بأُمّي "رحمها الله" تنمو في نفسي كُل يوم.

١٢- فمالي في الدُنيا بعد أُمّي صديق، تلك التي كانت تقبَلني على عِلّاتي، والناس لا يقبلون إلّا محاسني!

١٣- وما ذهبت إلى المدرسة مرّة إلّا تمنّيت أن أجدها مُغلقة، أو أجد فيها إضراباً يُعطّل الدروس.

١٤- أمّا الناس فقد هربت منهم أو هربوا مِنِّي، فأنا من سنين منفُرد معتزل لا أكاد أزور أحداً ولا يزورني الناس إلّا قليلا !!

١٥- إنِّي وجدت "القضاء" راحة جسم وتعب بال، وعُلوّ منزلة وقِلّة مال، واكتساب علم وازدياد أعداء!  وحِملاً كبيراً نسأل الله السلامة.

١٦- وهكذا الحُب أبداً: مرضٌ في الجسم، وضيقٌ في الفكْر، وفِرار من حومة الحياة .

١٧- ولقد كُنتُ أشكو الغُربة وأضيقُ بها، فصِرتُ أشكو فقدها، ويا حبّذا الغُرْبة، وأنعم بها مُثيراً للشعور مُوقظاً للهمم.

١٨- الدين أن تتصل بالعالم العلوي، وأن تراقب الله، وأن تعلم أنه مُطّلع عليك أبداً، وأنّه يرعاك بعينه فترعاه بقلبك وتطيعه بجوارحك.

١٩- ليس في الدُنيا شيء أجلّ ولا أجمل من الصلاة!

٢٠- ولدعوةٌ واحدة لي بعد موتي، من قارىء حاضر القلب مع الله، أجدى عليّ من مئة ألف مقالة في رثائي، لأن هذه الدعوة لي أنا والمقالات لكتّابها وليس للميت فيها شيء!!

اللهم ارحم علي الطنطاوي ( آمين )

جمعها / عبدالله الزوبعي
بتاريخ: ١٤٣٦/١٢/١ هجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;