٢٠ فائدة من كتاب العبودية - لشيخ الإسلام ابن تيمية

فوائد من كتاب العبودية لابن تيمية رحمه الله.



١- [ العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ].

٢- وقد نعته الله بالعبودية في أكمل أحواله:

فقال في الإسراء: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا)
وقال في الإيحاء: (فأوحى إلى عبده ما أوحى) وقال في الدعوة: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا)
وقال في التحدي: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله).

٣- [ والدين يتضمن معنى الخضوع والذل، يقال: دنته فدان، أي: ذللته فذل، ويقال: يدين الله، ويدين لله، أي: يعبد الله ويطيعه ويخضع له، فدين الله: عبادته وطاعته والخضوع له، والعبادة أصل معناها الذل أيضا، يقال: طريق معبد إذا كان مذللا قد وطئته الأقدام، لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له ].

٤- فالإله: [ هو الذي يألهه القلب بكمال الحب والتعظيم والإجلال والإكرام والخوف والرجاء ونحو ذلك].

٥- [ وأما العبد بمعنى : المعبّد سواء أقر بذلك أو أنكره فهذا المعنى يشترك فيه المؤمن والكافر. ]

٦- [ وآدم عليه السلام لم يحتج على موسى بالقدر ظنا أن المذنب يحتج بالقدر، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل، ولو كان هذا عذرا لكان عذرا لإبليس، وقوم نوح، وقوم هود وكل كافر، ولا موسى لام آدم أيضا، لأجل الذنب، فإن آدم قد تاب إلى ربه فاجتباه وهداه، ولكن لامه لأجل المصيبة التي لحقتهم بالخطيئة].

٧- [ وما قدر من المصائب يجب الاستسلام له فإنه من تمام الرضا بالله ربا.  وأما الذنوب فليس للعبد أن يذنب، وإذا أذنب فعليه أن يستغفر ويتوب، فيتوب من المعائب ويصبر على المصائب قال تعالى: (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك.  ]

٨- [ والنصارى إنما كفرهم الله بأن قالوا بالحلول، واتحاد الرب بالمسيح خاصة، فكيف من جعل ذلك عاما في كل مخلوق؟! ].

٩- [ وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية -وهي ربوبيته لكل شيء- ويجعلون ذلك مانعا من اتباع أمره الديني الشرعي على مراتب في الضلال :
فغلاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما، فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة. ومنهم صنف يدعون التحقيق والمعرفة فيزعمون أن الأمر والنهي لازم لمن شهد لنفسه فعلا، وأثبت له صنعا، أما من شهد أن أفعاله مخلوقة، أو أنه مجبور على ذلك، وأن الله هو المتصرف فيه كما يحرك سائر المتحركات، فإنه يرتفع عنه الأمر والنهي والوعد والوعيد ].

١٠- [ بل كل من احتج بالقدر فإنه متناقض؛ فإنه لا يمكنه أن يقر كل آدمي على ما يفعل ويقال له: إن كان القدر حجة فدع كل أحد يفعل ما يشاء بك وبغيرك، وإن لم يكن حجة بطل أصل قولك: إن القدر حجة].

١١- [ الحسنات هي ما أحبه الله ورسوله، وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب. ]

١٢- [ ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الأصل، وإنما أبيحت للضرورة، وفي النهي عنها أحاديث كثيرة في الصحاح، وفي السنن، والمسانيد كقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال المسألة بأحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة من لحم ].

١٣- [ فجعل الله لأهل المحبة علامتين: اتباع الرسول، والجهاد في سبيله؛ وذلك لأن حقيقة الجهاد: الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح، وفي دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان ].

١٤- [ فحقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب، وهو موافقته في حب ما يحب وبغض ما يبغض، والله يحب الإيمان والتقوى، ويبغض الكفر والفسوق والعصيان ].

١٥- [ والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة، وهي العلة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل، وهي العلة الفاعلية].

١٦- [ قال من قال من السلف : من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجىء، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد ].

١٧- [ وكثير من السالكين سلكوا في دعوى حب الله أنواعا من الجهل بالدين، إما من تعدي حدود الله، وإما من تضييع حقوق الله، وإما من ادعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها ].

١٨- فإن الفناء ثلاثة أنواع :
- نوع للكاملين من الأنبياء والصديقين : الفناء عن إرادة ما سوى الله.
- نوع للقاصدين من الأولياء والصالحين : الفناء عن شهود السوى.
- نوع للمنافقين المحلدين المشبّهين : أن يشهد أن لا موجود إلا الله.

١٩- [ وكل المشايخ الذين يقتدى بهم في الدين متفقون على ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، من أن الخالق سبحانه مباين للمخلوقات، وليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وأنه يجب إفراد القديم عن الحادث، وتمييز الخالق عن المخلوق ].

٢٠- [ وجماع الدين أصلان: ألا نعبد إلا الله, ولا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بالبدع، كما قال تعالى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ].



جمعها: عبدالله الزوبعي
بتاريخ ١٤/ ٣/ ١٤٣٨ هجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;