فوائد من كتاب الرسالة التبوكية
لابن القيم رحمه الله
١- البِر : كلمة لجميع أنواع الخير والكمال المطلوب من العبد. وفي مقابلته الإثم
فالإثم: كلمة جامعة للشر والعيوب التي يُذم العبد عليها.
٢- {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الأيمان في قلوبكم} .
هؤلاء - على أصح القولين - مسلمون غير منافقين وليسوا بمؤمنين إذ لم يدخل الإيمان في قلوبهم فيباشرها حقيقة.
٣- أما التقوى فحقيقتها : العمل بطاعة الله إيمانًا واحتسابا، أمرًا ونهيًا.
٤- فالوقاية من باب دفع الضرر، والبِر من باب تحصيل المنافع، فالتقوى كالحمية والبر كالعافية والصحة.
٥- الفرق بين الإثم والعدوان : فرق ما بين مُحرّم الجنس ومُحرّم القدْر
فالإثم: ماكان حرامًا لجنسه ( كالزنا والخمر ).
والعدوان: ما حُرِّم الزيادة في قدره، وتعدّي ما أباح الله منه. كـ ( نكاح الخامسة ).
٦- إذ الهجرة هجرتان:
الهجرة الأولى: هجرة بالجسم من بلد إلى بلد، وهذه أحكامها معلومة وليس المراد الكلام فيها.
والهجرة الثانية: الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله، وهذه هي المقصودة هنا. وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية وهي الأصل وهجرة الجسد تابعة لها.
٧- فحدّ هذه الهجرة: سفر الفكر في كل مسألة من مسائل الإيمان، ونازلة من نوازل القلوب، وحادثة من حوادث الأحكام، إلى معدن الهُدى ومنبع النور المُتلقّى من فم الصادق المصدوق.
٨- والمقصود أن هذه الهجرة ( أي الهجرة لسنّة الرسول ) فرض على كل مسلم، وهي مُقتضى شهادة أن محمد رسول الله.
٩- ( شُهداء لله ) والشاهد هو المُخبر، فإن أخبر بحق فهو شاهد عدل مقبول، وإن أخبر بباطل فهو شاهد زور. فأمر تعالى أن نكون شهداء له مع القيام بالقسط، وهذا يتضمن أن تكون الشهادة بالقسط أيضًا، وأن تكون لله لا لغيره.
١٠- قال بعض السلف : العادل هو الذي إذا غضب لم يُدخله غضبه في باطل، وإذا رضي لم يُخرجه رضاه عن الحق.
١١- ( فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا )
نهاهم عن اتّباع الهوى الحامل صاحبه على ترك العدل.
١٢- والليّ مثل الفتل وهو التحريف . وهو نوعان
١- ليّ في اللفظ ( بزيادة أو نقصان )
٢- ليّ في المعنى ( تحريفه وتأويله على خلاف مراد المتكلم ).
١٣- والمقصود أن الواجب الذي لا يتم الإيمان بل لا يحصل مُسمّى الإيمان إلا به، مقابلة النصوص بالتلقّي والقبول ودعوة الخلق لها، لا تُقابل بالإعراض تارة وبالليّ أُخرى.
١٤- قد حكى الشافعي رحمه الله إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم على أن من استبانت له سنّة رسول الله ﷺ لم يكن له أن يدعها لقول أحد.
١٥- ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول • فإن تولّوا فإنما عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمّلتم )
والمعنى : أنه قد حُمِّل أداء الرسالة وتبليغها، وحُمِّلتم طاعته والانقياد له والتسليم.
١٦- وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد في أولي الأمر فعنه روايتان: أنهم العلماء، وأنهم الأمراء
والقولان ثابتان عن الصحابة في تفسير الآية، والصحيح أن الآية متناولة للصنفين جميعا.
فالعلماء: وُلاته حفظًا وبياناً وتبليغًا
والأمراء: وُلاته قيامًا ورعاية وإلزامًا للناس به.
١٧- ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ... )
قد اتفق السلف والخلف على أن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى رسوله هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته.
١٨- فانحصر الكمال الإنساني في هذه المراتب الأربع:
١- العلم بما جاء به الرسول ﷺ
٢- العمل به
٣- بثّه في الناس ودعوتهم إليه
٤- صبره وجهاده في أدائه وتنفيذه.
١٩- {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}
وقيّد سبحانه هذه التبعية بأنها تبعية بإحسان ليست مطلقة فتحصل بمجرد النية والإتباع في شيء والمخالفة في غيره، ولكن تبعية مصاحبة الإحسان، وأن الباء ها هنا للمصاحبة، والإحسان والمتابعة شرط في حصول رضى الله عنهم وجناته.
٢٠- فشبّه النبي ﷺ العلم الذي جاء به بالغيث، لأن كلاً منهما سبب الحياة، فالغيث سبب حياة الأبدان، والعلم سبب حياة القلوب
٢١- الأرضين ثلاثة بالنسبة إلى قبول الغيث:
١- أرض زكيّة قابلة للشرب والنبات
٢-أرض صلبة قابلة لثبوت الماء فيها وحفظه.
٣- أرض قاع وهو المستوي الذي لا يقبل النبات ولا يُمسك ماءً.
٢٢- وقوله ( فجاء بعجل سمين ) يتضمن ثلاثة أنواع من المدح:
١- خدمة ضيفه بنفسه
٢- أنه جاءهم بحيوان تام لم يأتهم ببعضه، ليتخيروا من أطايب لحمه ما شاءؤا
٣- أنه سمين ليس بمهزول، وهذا من نفائس الأموال.
٢٣- ثم قال تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}
ففرّق بين الإسلام والإيمان هنا لسر اقتضاه الكلام، فإن الإخراج هنا عبارة عن النجاة فهو، إخراج نجاة من العذاب ولا ريب إن هذا مختص بالمؤمنين المتبعين للرسل ظاهرا وباطنا.
وقوله تعالى: {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} لما كان الموجودون من المخرجين أوقع اسم الإسلام عليهم لأن امرأة لوط كانت من أهل هذا البيت وهي مسلمة في الظاهر، فكانت في البيت الموجودين لا في القوم الناجيين.
٢٤- فانفراد العبد في طريق طلبِه دليل على صدق المحبة.
٢٥- كان السلف يتواصون بهذه الكلمات : " من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله مؤونة دنياه ".
جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٢٩/ ٣/ ١٤٣٨ هجري
لابن القيم رحمه الله
١- البِر : كلمة لجميع أنواع الخير والكمال المطلوب من العبد. وفي مقابلته الإثم
فالإثم: كلمة جامعة للشر والعيوب التي يُذم العبد عليها.
٢- {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الأيمان في قلوبكم} .
هؤلاء - على أصح القولين - مسلمون غير منافقين وليسوا بمؤمنين إذ لم يدخل الإيمان في قلوبهم فيباشرها حقيقة.
٣- أما التقوى فحقيقتها : العمل بطاعة الله إيمانًا واحتسابا، أمرًا ونهيًا.
٤- فالوقاية من باب دفع الضرر، والبِر من باب تحصيل المنافع، فالتقوى كالحمية والبر كالعافية والصحة.
٥- الفرق بين الإثم والعدوان : فرق ما بين مُحرّم الجنس ومُحرّم القدْر
فالإثم: ماكان حرامًا لجنسه ( كالزنا والخمر ).
والعدوان: ما حُرِّم الزيادة في قدره، وتعدّي ما أباح الله منه. كـ ( نكاح الخامسة ).
٦- إذ الهجرة هجرتان:
الهجرة الأولى: هجرة بالجسم من بلد إلى بلد، وهذه أحكامها معلومة وليس المراد الكلام فيها.
والهجرة الثانية: الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله، وهذه هي المقصودة هنا. وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية وهي الأصل وهجرة الجسد تابعة لها.
٧- فحدّ هذه الهجرة: سفر الفكر في كل مسألة من مسائل الإيمان، ونازلة من نوازل القلوب، وحادثة من حوادث الأحكام، إلى معدن الهُدى ومنبع النور المُتلقّى من فم الصادق المصدوق.
٨- والمقصود أن هذه الهجرة ( أي الهجرة لسنّة الرسول ) فرض على كل مسلم، وهي مُقتضى شهادة أن محمد رسول الله.
٩- ( شُهداء لله ) والشاهد هو المُخبر، فإن أخبر بحق فهو شاهد عدل مقبول، وإن أخبر بباطل فهو شاهد زور. فأمر تعالى أن نكون شهداء له مع القيام بالقسط، وهذا يتضمن أن تكون الشهادة بالقسط أيضًا، وأن تكون لله لا لغيره.
١٠- قال بعض السلف : العادل هو الذي إذا غضب لم يُدخله غضبه في باطل، وإذا رضي لم يُخرجه رضاه عن الحق.
١١- ( فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا )
نهاهم عن اتّباع الهوى الحامل صاحبه على ترك العدل.
١٢- والليّ مثل الفتل وهو التحريف . وهو نوعان
١- ليّ في اللفظ ( بزيادة أو نقصان )
٢- ليّ في المعنى ( تحريفه وتأويله على خلاف مراد المتكلم ).
١٣- والمقصود أن الواجب الذي لا يتم الإيمان بل لا يحصل مُسمّى الإيمان إلا به، مقابلة النصوص بالتلقّي والقبول ودعوة الخلق لها، لا تُقابل بالإعراض تارة وبالليّ أُخرى.
١٤- قد حكى الشافعي رحمه الله إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم على أن من استبانت له سنّة رسول الله ﷺ لم يكن له أن يدعها لقول أحد.
١٥- ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول • فإن تولّوا فإنما عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمّلتم )
والمعنى : أنه قد حُمِّل أداء الرسالة وتبليغها، وحُمِّلتم طاعته والانقياد له والتسليم.
١٦- وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد في أولي الأمر فعنه روايتان: أنهم العلماء، وأنهم الأمراء
والقولان ثابتان عن الصحابة في تفسير الآية، والصحيح أن الآية متناولة للصنفين جميعا.
فالعلماء: وُلاته حفظًا وبياناً وتبليغًا
والأمراء: وُلاته قيامًا ورعاية وإلزامًا للناس به.
١٧- ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ... )
قد اتفق السلف والخلف على أن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى رسوله هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته.
١٨- فانحصر الكمال الإنساني في هذه المراتب الأربع:
١- العلم بما جاء به الرسول ﷺ
٢- العمل به
٣- بثّه في الناس ودعوتهم إليه
٤- صبره وجهاده في أدائه وتنفيذه.
١٩- {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}
وقيّد سبحانه هذه التبعية بأنها تبعية بإحسان ليست مطلقة فتحصل بمجرد النية والإتباع في شيء والمخالفة في غيره، ولكن تبعية مصاحبة الإحسان، وأن الباء ها هنا للمصاحبة، والإحسان والمتابعة شرط في حصول رضى الله عنهم وجناته.
٢٠- فشبّه النبي ﷺ العلم الذي جاء به بالغيث، لأن كلاً منهما سبب الحياة، فالغيث سبب حياة الأبدان، والعلم سبب حياة القلوب
٢١- الأرضين ثلاثة بالنسبة إلى قبول الغيث:
١- أرض زكيّة قابلة للشرب والنبات
٢-أرض صلبة قابلة لثبوت الماء فيها وحفظه.
٣- أرض قاع وهو المستوي الذي لا يقبل النبات ولا يُمسك ماءً.
٢٢- وقوله ( فجاء بعجل سمين ) يتضمن ثلاثة أنواع من المدح:
١- خدمة ضيفه بنفسه
٢- أنه جاءهم بحيوان تام لم يأتهم ببعضه، ليتخيروا من أطايب لحمه ما شاءؤا
٣- أنه سمين ليس بمهزول، وهذا من نفائس الأموال.
٢٣- ثم قال تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}
ففرّق بين الإسلام والإيمان هنا لسر اقتضاه الكلام، فإن الإخراج هنا عبارة عن النجاة فهو، إخراج نجاة من العذاب ولا ريب إن هذا مختص بالمؤمنين المتبعين للرسل ظاهرا وباطنا.
وقوله تعالى: {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} لما كان الموجودون من المخرجين أوقع اسم الإسلام عليهم لأن امرأة لوط كانت من أهل هذا البيت وهي مسلمة في الظاهر، فكانت في البيت الموجودين لا في القوم الناجيين.
٢٤- فانفراد العبد في طريق طلبِه دليل على صدق المحبة.
٢٥- كان السلف يتواصون بهذه الكلمات : " من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله مؤونة دنياه ".
جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٢٩/ ٣/ ١٤٣٨ هجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق