فوائد قصصية من جزء المجادلة

فوائد قصصية من جزء المجادلة
تفسير ابن كثير


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد : فهذه ١٠ فوائد قصصيّة لطيفة جمعتها من تفسير ابن كثير رحمه الله " من جزء المجادلة " ركّزت فيها على أسباب نزول بعض الآيات ومعانيها من وقائع حدثت للنبي ﷺ أو الصحابة رضي الله عنهم. نسأل الله التوفيق والسداد.




الفائدة الأولى :

روى ابن أبي حاتم قال : جاءت امرأة إلى ابن مسعود فقالت : بلغني أنك تنهى عن الواشمة والواصلة ، أشيء وجدته في كتاب الله أو عن رسول الله  ﷺ ؟ قال : بلى شيء وجدته في كتاب الله وعن رسول الله ﷺ قالت : والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول! قال : فما وجدت فيه : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ؟ قالت : بلى. قال : فإني سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن الواصلة والواشمة والنامصة . قالت : فلعله في بعض أهلك . قال : فادخلي فانظري . فدخلت فنظرت ثم خرجت قالت : ما رأيت بأسا.فقال لها : أما حفظت وصية العبد الصالح : ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ).


الفائدة الثانية :

وقوله : ( لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن ) هذه الآية هي التي حرمت المسلمات على المشركين، وقد كان جائزا في ابتداء الإسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة ; ولهذا كان أبو العاص بن الربيع زوج ابنة النبي ﷺ زينب رضي الله عنها، وقد كانت مسلمة وهو على دين قومه، فلما وقع في الأسارى يوم بدر بعثت امرأته زينب في فدائه بقلادة لها كانت لأمها خديجة ، فلما رآها رسول الله ﷺ رقّ لها رقّة شديدة، وقال للمسلمين : " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فافعلوا "  ففعلوا فأطلقه رسول الله ﷺ على أن يبعث ابنته إليه، فوفى له بذلك وصدقه فيما وعده، وبعثها إلى رسول الله ﷺ  مع زيد بن حارثة، رضي الله عنه، فأقامت بالمدينة من بعد وقعة بدر وكانت سنة اثنتين إلى أن أسلم زوجها العاص بن الربيع سنة ثمان فردها عليه بالنكاح الأول، ولم يحدث لها صداقا.


الفائدة الثالثة :

عن عروة أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرته : أن رسول الله ﷺ كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية : ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ) إلى قوله : ( غفور رحيم ) قال عروة : قالت عائشة : فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات ، قال لها رسول الله ﷺ : " قد بايعتك " ، كلاما ، ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ، ما يبايعهن إلا بقوله : " قد بايعتك على ذلك " هذا لفظ البخاري .


الفائدة الرابعة :

عن عائشة قالت : جاءت فاطمة بنت عتبة تبايع رسول الله ﷺ فأخذ عليها : ( أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ) الآية ، قالت : فوضعت يدها على رأسها حياء ، فأعجبه ما رأى منها ، فقالت عائشة : أقرّي أيتها المرأة ، فوالله ما بايعنا إلا على هذا . قالت : فنعم إذا . فبايعها بالآية .  رواه أحمد


الفائدة الخامسة :

عن ابن عباس في قوله : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ) قال : كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : لوددنا أن الله - عز وجل - دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به . فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إيمان به لا شك فيه ، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به. فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشقّ عليهم أمره، فقال الله سبحانه: ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ) . وهذا اختيار ابن جرير .


الفائدة السادسة:

( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) قال زيد بن أرقم : خرجنا مع رسول الله ﷺ في سفر فأصاب الناس شدة وقال عبدالله بن أبي لاصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت النبي ﷺ فأخبرته بذلك فأرسل إلى عبدالله بن أبي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل فقالوا: كذب زيد يا رسول الله فوقع في نفسي مما قالوا فأنزل الله تصديقي "إذا جاءك المنافقون" قال ودعاهم رسول الله ﷺ ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم. متفقٌ عليه


الفائدة السابعة:

عن ابن عباس - وسأله رجل عن هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) - قال : فهؤلاء رجال أسلموا من مكة فأرادوا أن يأتوا رسول الله ﷺ فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم ، فلما أتوا رسول الله ﷺ رأوا الناس قد فقهوا في الدين ، فهمّوا أن يعاقبوهم ، فأنزل الله هذه الآية : ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.


الفائدة الثامنة :

كان رسول الله ﷺ يخطب، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما، عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله ﷺ من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال: " صدق الله ورسوله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ". رواه أهل السُنن


الفائدة التاسعة :

قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله ﷺ يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي ﷺ فلتقل له إني أجد منك "ريح مغافير" أكلت مغافير ؟ فدخل على إحداهما النبي ﷺ فقالت ذلك له فقال: "لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له" فنزلت "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك - إلى قوله تعالى - إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما" لعائشة وحفصة. رواه البخاري

وفي رواية مسلم : وكان رسول الله ﷺ يشتد عليه أن يوجد منه الريح الخبيثة ولهذا قلن له أكلت مغافير لأن ريحها فيه شيء!

المغافير: شبيه بالصمغ يكون في الرمث فيه حلاوة أغفر الرمث



الفائدة العاشرة:

روى ابن أبي حاتم أنّ : عمر بن الخطاب قال: بلغني شيء كان بين أمهات المؤمنين وبين النبي صلى الله عليه وسلم فاستقريتهن أقول لتكفن عن رسول الله ﷺ أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن حتى أتيت على آخر أمهات المؤمنين فقالت: يا عمر أما في رسول الله ما يعظ نساءه حتى تعظهن؟. فأمسكت فأنزل الله عز وجل (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا) وهذه المرأة التي ردته عما كان فيه من وعظ النساء هي أم سلمة كما ثبت ذلك في صحيح البخاري



جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٣٠/ ٣/ ١٤٣٨ هجري
تابع القراءة ←

فوائد من كتاب الرسالة التبوكية - لابن القيم

فوائد من كتاب الرسالة التبوكية
لابن القيم رحمه الله

١- البِر : كلمة لجميع أنواع الخير والكمال المطلوب من العبد. وفي مقابلته الإثم

فالإثم: كلمة جامعة للشر والعيوب التي يُذم العبد عليها.


٢- {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الأيمان في قلوبكم} .

هؤلاء - على أصح القولين - مسلمون غير منافقين وليسوا بمؤمنين إذ لم يدخل الإيمان في قلوبهم فيباشرها حقيقة.


٣- أما التقوى فحقيقتها : العمل بطاعة الله إيمانًا واحتسابا، أمرًا ونهيًا.


٤- فالوقاية من باب دفع الضرر، والبِر من باب تحصيل المنافع، فالتقوى كالحمية والبر كالعافية والصحة.


٥- الفرق بين الإثم والعدوان : فرق ما بين مُحرّم الجنس ومُحرّم القدْر

فالإثم: ماكان حرامًا لجنسه ( كالزنا والخمر ).
والعدوان: ما حُرِّم الزيادة في قدره، وتعدّي ما أباح الله منه. كـ ( نكاح الخامسة ).


٦- إذ الهجرة هجرتان:

الهجرة الأولى: هجرة بالجسم من بلد إلى بلد، وهذه أحكامها معلومة وليس المراد الكلام فيها.

والهجرة الثانية: الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله، وهذه هي المقصودة هنا. وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية وهي الأصل وهجرة الجسد تابعة لها.


٧- فحدّ هذه الهجرة: سفر الفكر في كل مسألة من مسائل الإيمان، ونازلة من نوازل القلوب، وحادثة من حوادث الأحكام، إلى معدن الهُدى ومنبع النور المُتلقّى من فم الصادق المصدوق.


٨- والمقصود أن هذه الهجرة ( أي الهجرة لسنّة الرسول ) فرض على كل مسلم، وهي مُقتضى شهادة أن محمد رسول الله.


٩- ( شُهداء لله ) والشاهد هو المُخبر، فإن أخبر بحق فهو شاهد عدل مقبول، وإن أخبر بباطل فهو شاهد زور. فأمر تعالى أن نكون شهداء له مع القيام بالقسط، وهذا يتضمن أن تكون الشهادة بالقسط أيضًا، وأن تكون لله لا لغيره.


١٠- ‏قال بعض السلف : العادل هو الذي إذا غضب لم يُدخله غضبه في باطل، وإذا رضي لم يُخرجه رضاه عن الحق.


‏١١- ( فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا )

‏نهاهم عن اتّباع الهوى الحامل صاحبه على ترك العدل.


١٢- والليّ مثل الفتل وهو التحريف . وهو نوعان

١- ليّ في اللفظ ( بزيادة أو نقصان )
٢- ليّ في المعنى ( تحريفه وتأويله على خلاف مراد المتكلم ).


١٣- والمقصود أن الواجب الذي لا يتم الإيمان بل لا يحصل مُسمّى الإيمان إلا به، مقابلة النصوص بالتلقّي والقبول ودعوة الخلق لها، لا تُقابل بالإعراض تارة وبالليّ أُخرى.


١٤- قد حكى الشافعي رحمه الله إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم على أن من استبانت له سنّة رسول الله ﷺ لم يكن له أن يدعها لقول أحد.


١٥- ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول • فإن تولّوا فإنما عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمّلتم )

والمعنى : أنه قد حُمِّل أداء الرسالة وتبليغها، وحُمِّلتم طاعته والانقياد له والتسليم.


١٦- وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد في أولي الأمر فعنه روايتان: أنهم العلماء، وأنهم الأمراء

والقولان ثابتان عن الصحابة في تفسير الآية، والصحيح أن الآية متناولة للصنفين جميعا.

فالعلماء: وُلاته حفظًا وبياناً وتبليغًا
والأمراء: وُلاته قيامًا ورعاية وإلزامًا للناس به.


١٧- ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ... )

قد اتفق السلف والخلف على أن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى رسوله هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته.


١٨- فانحصر الكمال الإنساني في هذه المراتب الأربع:

١- العلم بما جاء به الرسول ﷺ
٢- العمل به
٣- بثّه في الناس ودعوتهم إليه
٤- صبره وجهاده في أدائه وتنفيذه.


١٩- {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}

وقيّد سبحانه هذه التبعية بأنها تبعية بإحسان ليست مطلقة فتحصل بمجرد النية والإتباع في شيء والمخالفة في غيره، ولكن تبعية مصاحبة الإحسان، وأن الباء ها هنا للمصاحبة، والإحسان والمتابعة شرط في حصول رضى الله عنهم وجناته.


٢٠- فشبّه النبي ﷺ العلم الذي جاء به بالغيث، لأن كلاً منهما سبب الحياة، فالغيث سبب حياة الأبدان، والعلم سبب حياة القلوب


٢١- الأرضين ثلاثة بالنسبة إلى قبول الغيث:

١- أرض زكيّة قابلة للشرب والنبات
٢-أرض صلبة قابلة لثبوت الماء فيها وحفظه.
٣- أرض قاع وهو المستوي الذي لا يقبل النبات ولا يُمسك ماءً.


٢٢- وقوله ( فجاء بعجل سمين ) يتضمن ثلاثة أنواع من المدح:

١- خدمة ضيفه بنفسه
٢- أنه جاءهم بحيوان تام لم يأتهم ببعضه، ليتخيروا من أطايب لحمه ما شاءؤا
٣- أنه سمين ليس بمهزول، وهذا من نفائس الأموال.



٢٣- ثم قال تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}

ففرّق بين الإسلام والإيمان هنا لسر اقتضاه الكلام، فإن الإخراج هنا عبارة عن النجاة فهو، إخراج نجاة من العذاب ولا ريب إن هذا مختص بالمؤمنين المتبعين للرسل ظاهرا وباطنا.
وقوله تعالى: {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} لما كان الموجودون من المخرجين أوقع اسم الإسلام عليهم لأن امرأة لوط كانت من أهل هذا البيت وهي مسلمة في الظاهر، فكانت في البيت الموجودين لا في القوم الناجيين.


٢٤- فانفراد العبد في طريق طلبِه دليل على صدق المحبة.


٢٥- كان السلف يتواصون بهذه الكلمات : " من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله مؤونة دنياه ".



جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٢٩/ ٣/ ١٤٣٨ هجري

تابع القراءة ←

من أسباب العفاف

من أسباب العفاف

١- مجاهدة النفس بأنواع المجاهدة(ومن يستعفف يعفّه الله).

٢- الدعاء فالدعاء من أعظم الأسلحة، في الحديث (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ).

٣- المحافظة على الصلوات ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وقال ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا ).

٤- البعد عن مواطن الفتن (ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه) قال ابن الجوزي "من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة"

٥- مرافقة الصالحين ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ). فالرفيق الصالح من حسناته أن مجالسته تدعوك للبعد عن الفواحش.

٦- الزواج لمن استطاع والصيام لمن عجز عنه (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصيام).

٧- الإخلاص ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ).


عبدالله الزوبعي
تابع القراءة ←

٢٠ فائدة من كتاب العبودية - لشيخ الإسلام ابن تيمية

فوائد من كتاب العبودية لابن تيمية رحمه الله.



١- [ العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ].

٢- وقد نعته الله بالعبودية في أكمل أحواله:

فقال في الإسراء: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا)
وقال في الإيحاء: (فأوحى إلى عبده ما أوحى) وقال في الدعوة: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا)
وقال في التحدي: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله).

٣- [ والدين يتضمن معنى الخضوع والذل، يقال: دنته فدان، أي: ذللته فذل، ويقال: يدين الله، ويدين لله، أي: يعبد الله ويطيعه ويخضع له، فدين الله: عبادته وطاعته والخضوع له، والعبادة أصل معناها الذل أيضا، يقال: طريق معبد إذا كان مذللا قد وطئته الأقدام، لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له ].

٤- فالإله: [ هو الذي يألهه القلب بكمال الحب والتعظيم والإجلال والإكرام والخوف والرجاء ونحو ذلك].

٥- [ وأما العبد بمعنى : المعبّد سواء أقر بذلك أو أنكره فهذا المعنى يشترك فيه المؤمن والكافر. ]

٦- [ وآدم عليه السلام لم يحتج على موسى بالقدر ظنا أن المذنب يحتج بالقدر، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل، ولو كان هذا عذرا لكان عذرا لإبليس، وقوم نوح، وقوم هود وكل كافر، ولا موسى لام آدم أيضا، لأجل الذنب، فإن آدم قد تاب إلى ربه فاجتباه وهداه، ولكن لامه لأجل المصيبة التي لحقتهم بالخطيئة].

٧- [ وما قدر من المصائب يجب الاستسلام له فإنه من تمام الرضا بالله ربا.  وأما الذنوب فليس للعبد أن يذنب، وإذا أذنب فعليه أن يستغفر ويتوب، فيتوب من المعائب ويصبر على المصائب قال تعالى: (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك.  ]

٨- [ والنصارى إنما كفرهم الله بأن قالوا بالحلول، واتحاد الرب بالمسيح خاصة، فكيف من جعل ذلك عاما في كل مخلوق؟! ].

٩- [ وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية -وهي ربوبيته لكل شيء- ويجعلون ذلك مانعا من اتباع أمره الديني الشرعي على مراتب في الضلال :
فغلاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما، فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة. ومنهم صنف يدعون التحقيق والمعرفة فيزعمون أن الأمر والنهي لازم لمن شهد لنفسه فعلا، وأثبت له صنعا، أما من شهد أن أفعاله مخلوقة، أو أنه مجبور على ذلك، وأن الله هو المتصرف فيه كما يحرك سائر المتحركات، فإنه يرتفع عنه الأمر والنهي والوعد والوعيد ].

١٠- [ بل كل من احتج بالقدر فإنه متناقض؛ فإنه لا يمكنه أن يقر كل آدمي على ما يفعل ويقال له: إن كان القدر حجة فدع كل أحد يفعل ما يشاء بك وبغيرك، وإن لم يكن حجة بطل أصل قولك: إن القدر حجة].

١١- [ الحسنات هي ما أحبه الله ورسوله، وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب. ]

١٢- [ ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الأصل، وإنما أبيحت للضرورة، وفي النهي عنها أحاديث كثيرة في الصحاح، وفي السنن، والمسانيد كقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال المسألة بأحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة من لحم ].

١٣- [ فجعل الله لأهل المحبة علامتين: اتباع الرسول، والجهاد في سبيله؛ وذلك لأن حقيقة الجهاد: الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح، وفي دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان ].

١٤- [ فحقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب، وهو موافقته في حب ما يحب وبغض ما يبغض، والله يحب الإيمان والتقوى، ويبغض الكفر والفسوق والعصيان ].

١٥- [ والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة، وهي العلة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل، وهي العلة الفاعلية].

١٦- [ قال من قال من السلف : من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجىء، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد ].

١٧- [ وكثير من السالكين سلكوا في دعوى حب الله أنواعا من الجهل بالدين، إما من تعدي حدود الله، وإما من تضييع حقوق الله، وإما من ادعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها ].

١٨- فإن الفناء ثلاثة أنواع :
- نوع للكاملين من الأنبياء والصديقين : الفناء عن إرادة ما سوى الله.
- نوع للقاصدين من الأولياء والصالحين : الفناء عن شهود السوى.
- نوع للمنافقين المحلدين المشبّهين : أن يشهد أن لا موجود إلا الله.

١٩- [ وكل المشايخ الذين يقتدى بهم في الدين متفقون على ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، من أن الخالق سبحانه مباين للمخلوقات، وليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وأنه يجب إفراد القديم عن الحادث، وتمييز الخالق عن المخلوق ].

٢٠- [ وجماع الدين أصلان: ألا نعبد إلا الله, ولا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بالبدع، كما قال تعالى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ].



جمعها: عبدالله الزوبعي
بتاريخ ١٤/ ٣/ ١٤٣٨ هجري
تابع القراءة ←

فوائد من كتاب تعليم المتعلم - لبرهان الدين الزرنوجي

فوائد من كتاب : تعليم المتعلِّم طريق التعلُّم
لبرُهان الدين الزرنوجي رحمه الله



١- قيل لمحمد بن الحسن: " ألا تصنّف كتابًا في الزهد؟ قال: صنّفت كتابًا في: البيوع " يعني الزاهد من يتحرّز عن الشبهات والمكروهات في التجارات.


٢- وشرف العلم لا يخفى على أحد، إذ هو المختص بالإنسانيّة، لأن جميع الخصال يشترك فيها الإنسان وسائر الحيوانات، كالشجاعة والجود والشفقة وغيرها، سوى العلم.


٣- قال أبو حنيفة: الفقة معرفة النفس مالها وما عليها، وقال: ما العلم إلا للعمل به، والعمل به: ترك العاجل للآجل.


٤- كم من عمل يُتصوّر بصورة أعمال الدنيا، ويصير بحسن النية من أعمال الآخرة، وكم من عمل يُتصوّر بصورة أعمال الآخرة، ويصير بسوء النية من أعمال الدنيا.


٥- وإياك أن تشتغل بهذا الجدال الذي ظهر بعد انقراض الأكابر من العلماء، فإنه يُبعد عن الفقه، ويضيّع العمر، ويُورث الوحشة والعداوة، وهو من أشراط الساعة وارتفاع العلم والفقه.


٦- قال علي رضي الله عنه: أنا عبد من علّمني حرفًا واحدا.


٧- ومن توقير المعلِّم : ألّا يمشي أمامه، ولا يجلس مكانه، ولا يبتدىء الكلام عنده إلا بإذنه، ولا يكثر الكلام عنده، ولا يسأل شيئًا عند ملالته، ويُراعي الوقت.

٨- ومن توقير المعلِّم : توقير أولاده ومن يتعلّق به.


٩- ومن تعظيم العلم تعظيم الشُركاء في طلب العلم والدرس ومَن يُتعلَّم منه.


١٠- كان الشيخ شرف الدين العقيلي يقول : الصواب عندي في هذا ما يفعله مشايخنا، فإنهم كانوا يختارون للمبتدىء صغارات المبسوطات لأنه أقرب للفهم والضبط، وأبعد عن الملالة وأكثر وقوعًا بين الناس.


١١- روى أبو حنيفة عن عبدالله بن الحسن الزُبيدي قال: " من تفقّه في دين الله، كفاه الله تعالى همّه، ورزقه من حيث لا يحتسب ".


١٢- وينبغي لطالب العلم أن يستغرق جميع أوقاته، فإذا ملّ من علم، يشتغل بعلم آخر.


١٣- كان ابن عباس رضي الله عنهما: إذا ملّ من الكلام يقول: هاتوا ديوان الشعراء


١٤- قيل: عليك أن تشتغل بمصالح نفسك لا بقهر عدوّك، فإذا أقمت مصالح نفسك تضمّن ذلك قهر عدوّك.


١٥- العمر قصير والعلم كثير، فينبغي ألّا يضيّع الأوقات والساعات، ويغتنم الليالي والخلوات.


١٦- قال يحيى بن معاذ الرازي: الليل طويل فلا تُقصِّره بمنامك، والنهار مُضيء فلا تُكدِّره بآثامك.


١٧- لا بد لطالب العلم من تحمُّل المشقّة والمذلّة في طلب العلم.


١٨- فكلما كان طالب العلم أوْرع، كان علمه أنفع، والتعلّم له أيسر وفوائده أكثر.


١٩- ينبغي لطالب العلم ألّا يتهاون بالآداب والسنن، فإن من تهاون بالآداب حُرِم السُنن، ومن تهاون بالسُنن حُرِم الفرائض، ومن تهاون بالفرائض حُرِم الآخرة.


٢٠- وينبغي أن يُكثر الصلاة، ويصلي صلاة الخاشعين، فإن ذلك عون له على التحصيل والتعلُّم.


٢١- وأقوى أسباب الحفظ: الجِد، والمواظبة، وتقليل الغذاء، وصلاة الليل، وقراءة القرآن.


٢٢- وأما ما يُورث النسيان: المعاصي وكثرة الذنوب، والهموم والأحزان في أمور الدنيا، وكثرة الأشغال والعلائق.


٢٣- هموم الدنيا لا تخلو عن الظُلمة في القلب، وهموم الآخرة لا تخلو عن النور في القلب.


والله أعلم.

جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٨/ ٣/ ١٤٣٨ هجري

تابع القراءة ←

ابن القيم - قسوة القلب

- ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.

- خُلقت النار لإذابة القلوب القاسية.

- أبعد القلوب من الله القلب القاسي.

- إذا قسى القلب قحطت العين.


- قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة : الأكل والنوم والكلام والمخالطة،

- كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب، فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجح فيه المواعظ.


ابن القيم - الفوائد ص ١٣٤


اللهم يا مُليّن الحديد لداؤود ليّن قلوبنا بالإيمان والطاعات يا أرحم الراحمين.
تابع القراءة ←

فوائد من تفسير ابن كثير - سورة البقرة

فوائد من تفسير ابن كثير " سورة البقرة "

المصدر: التقريب في تفسير القرآن العظيم



١- ( الٓم ' ذلك الكتاب لا ريب فيه )

كل سورة افتتحت بالحروف المقطعة فلا بد أن يُذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته.


٢- ‏( ويقطعون ما أمر الله به أن يُوصل )

‏قيل: المراد به صلة الأرحام والقرابات،

‏وقيل: أعم من ذلك فكل ما أمر الله بوصله وقطعوه.


٣- ‏( فلا خوفٌ عليهم )

أي فيما يستقبلونه من أمر الآخرة.  ( ولا هُم يحزنون ) على ما فاتهم من أمور الدنيا.


٤- ‏( يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين )

‏أي فُضلوا على من كان في ذلك الزمان، ويجب الحمل على هذا لأن هذه الأمة أفضل الأمم.


‏٥- ( وإذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر )

‏قال الحسن: لم يأمره أن يضرب حجرا بعينه، وهذا أظهر في المعجزة وأبين في القدرة.


٦- ‏( قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي )

‏قال ابن عباس: لو أخذوا أدنى بقرة لاكتفوا بها، ولكنهم شددوا فشُدّد عليهم. رواه ابن جرير بسند صحيح


٧- ( ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون )

قال الزمخشري: وإنما لم يقل: وفريقاً قتلتم لأنه أراد بذلك وصفهم في المستقبل أيضا، لأنهم حاولوا قتل النبي محمد ﷺ بالسُم والسحر.


٨- ( فتمنوّا الموت إن كنتم صادقين )

أي إدعوا بالموت على أي الفريقين أكذب، فأبوا ذلك.


٩- ( الذين ءآتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته )

قال ابن مسعود: والذي نفسي بيده إنّ حق تلاوته: أن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله ولا يحرف الكلم عن مواضعه.


١٠- ( ربنا واجعلنا مسلِمَين لك )

قال سلّام بن مطيع: كانا مسلمين ولكنهما سألاه الثبات.


١١- ( فلا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون )

وقد أجرى الكريم عادته بأن من قصد الخير وُفِّق له ويُسِّر عليه، ومن نوى صالحًا ثُبِّت عليه.


١٢- ‏( والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس )

‏البأساء: حال الفقر
‏الضرّاء: حال المرض
‏حين البأس: حال القتال ولقاء الأعداء.

قاله ابن عباس وغيره.


١٣- ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )

الأمر بالإنفاق في سبيل الله وفي قتال الأعداء، وأنّ ترك الإنفاق في ذلك هلاك ودمار.


١٤- ( وأتموا الحج والعمرة لله )

قال ابن عباس: من أحرم بحج أو عمرة فليس له أن يحل حتى يتمّها.


١٥- ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )

عن ابن عباس: تزودوا ما يكف وجوهكم عن الناس.

وعن ابن عمر : إنّ من كرم الرجل طيب زاده في السفر.


١٦- ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين )

قال ابن عباس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم شريعة من الحق فاختلفوا.

قال قتادة: كان الناس على ملة آدم حتى عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نوحًا عليه السلام.


١٧- ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله )

الأكثرون على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله.


١٨- ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم )

هي التي لا يقصدها الحالف، بل تجري على لسانه عادة من غير تعقيد.

قالت عائشة هو قول : لا والله وبلى والله. رواه أبو داود وابن جرير


١٩- ( إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي ' وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم )

فيه دلالة على إن إسرار الصدقة أفضل، إلّا أن يترتب على إظهارها مصلحة راجحة.


٢٠- ( وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله )

قاا عطاء الخُراساني: إذا أعطيت لوجه الله فلا عليك ما كان عمله، وأنت مُثاب على قصدك.


٢١- ( يمحق الله الربا )

أي يُذهبه، إما أن يذهبه بالكلية من يد صاحبه، أو يُحرمه بركة ماله ويعاقبه عليه يوم القيامة.

قال ابن مسعود: إنّ الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قِلْ. رواه أحمد وابن ماجه


٢٢- ( واتقوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله )

عن ابن عباس: أن هذه الآية آخر آية نزلت. رواه النسائي


٢٣- ( فإن أمِن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته )

قال الشعبي: إذا أمن بعضكم بعضا فلا بأس أن لا تكتبوا أو لا تشهدوا.


٢٤- ( ولا تكتموا الشهادة )

قال ابن عباس: شهادة الزور من أكير الكبائر، وكتمها كذلك.


٢٥- ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه )

قال ﷺ : من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليله كفتاه. رواه الجماعة.  يعني كفتاه الشُرور



جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٧/ ٢/ ١٤٣٨ هجري
تابع القراءة ←

فوائد من تفسير ابن كثير - جزء الطور

تأملات قرآنية من تفسير ابن كثير " جزء الطور "


باعتبار أن سورة الذاريات جمعت منها فوائد خاصة بها لوحدها، وفي المدونة فوائد من تفسير جزء المجادلة وجزء تبارك وجزء عم. نسأل الله التوفيق والسداد.



١- ‏( والطور )

‏الطور هو: الجبل الذي يكون فيه أشجار، مثل الذي كلم الله عليه موسى، وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طورا، إنما يقال له: جبل.


٢- ‏( فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم )


‏كانت عائشة تقول : اللهم مُن علينا وقنا عذاب السموم إنك أنت البرّ الرحيم.


٣- ‏قال جُبير بن مطعم : سمعت النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالطور، فلمّا بلغ هذه الآية : ( أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ) كاد قلبي أن يطير !


٤- ‏( وسبّح بحمد ربك حين تقوم )

‏قال عطاء : حين تقوم من كل مجلس، إن كنت أحسنت ازددت خيرا، وإن كان غير ذلك كان هذا كفارة له .


٥- ‏( والنجم إذا هوى )

‏قال الشعبي وغيره : الخالق يُقسم بما شاء من خلقه ، والمخلوق لا ينبغي له أن يقسم إلا بالخالق.


٦- ‏( وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى )

‏من هذه الآية استنبط الشافعي أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم.


٧- ‏( ولقد يسّرنا القرآن فهل من مُدّكر )

‏قال ابن عباس: لولا أن الله يسّره على لسان الآدميين، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل.


٨- ‏( وكُلّ صغيرٍ وكبيرٍ مُستطَر )

‏قال النبي ﷺ " يا عائشة، إيّاك ومحقّرات الذنوب، فإن لها من الله طالبا " رواه أحمد وابن ماجه

٩- ‏( الشمس والقمر بحسبان )

‏يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب. كما قال تعالى: ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار ).


١٠- ‏( كُلَّ يومٍ هو في شأْن )

‏قال مُجاهد : كُل يوم هو يجيب داعيًا ، ويكشف كربًا ، ويجيب مضطرًا ، ويغفر ذنبًا .


١١- ‏‏( وجنى الجنتين دان )

‏أي: ثمرها قريب إليهم، متى شاءوا تناولوه على أي صفة كانوا، كما قال تعالى: ( قطوفها دانية ).

‏١٢- ( خافضةٌ رافعة )

‏قال محمد بن كعب : تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مرتفعين ، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا مخفوضين .


١٣- ‏( وظلٍ ممدود )

‏قال ﷺ " إن في الجنة‬ شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، اقرأوا إن شئتم : " وظل ممدود ". رواه البخاري


١٤- ‏( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)

‏عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها " رواه البخاري


جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٢٠/ ١/ ١٤٣٨ هجري
تابع القراءة ←

فوائد من تفسير ابن كثير - سورة الذاريات

فوائد من تفسير ابن كثير - سورة الذاريات


١- ( والسماء ذات الحُبُك )

قال ابن عباس : ذات البهاء والجمال والحُسن والاستواء.


٢- ( كانوا قليلًا  من الليل ما يهجعون  )

قال ابن عباس : لم تكن تمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئا .


٣- ( وبالأسحار هم يستغفرون )

قيل : قاموا الليل ، وأخّروا الاستغفار إلى الأسحار، كما قال تعالى ( والمستغفرين بالأسحار.

وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى إخبارًا عن يعقوب أنه قال لبنيه: ( سوف أستغفر لكم ربي )  قالوا : أخّرهم إلى وقت السحر .


٤- ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )

قال قتادة : من تفكر في خلق نفسه عرف أنه إنما خُلق وليِّنت مفاصله للعبادة .


٥- ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين )

وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل ، وقد وردت السنة بذلك كما هو ظاهر التنزيل .


٦- ( فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقرّبه إليه قال ألا تأكلون )

وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة ; فإنه جاء بطعامه من حيث لا يشعرون بسرعة ، ولم يمتن عليهم أولا فقال : " نأتيكم بطعام ؟ " بل جاء به بسرعة وخفاء ، وأتى بأفضل ما وجد من ماله ، وهو عجل فتي سمين مشوي ، فقربه إليهم ، لم يضعه ، وقال : اقتربوا ، بل وضعه بين أيديهم ، ولم يأمرهم أمرا يشق على سامعه بصيغة الجزم ، بل قال : ( ألا تأكلون ) على سبيل العرض والتلطف ، كما يقول القائل اليوم : إن رأيت أن تتفضل وتحسن وتتصدق ، فافعل .


٧- ( لنرسل عليهم حجارة من طين * مسوّمة عند ربك للمسرفين )

أي : مُعلّمة مكتتبة عنده بأسمائهم، كل حجر عليه اسم صاحبه.


٨- ( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين * فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون )

وذلك أنهم انتظروا العذاب ثلاثة أيام وجاءهم في صبيحة اليوم الرابع بُكرة النهار.


٩- ( ومن كل شيء خلقنا زوجين )

أي : جميع المخلوقات أزواج : سماء وأرض ، وليل ونهار ، وشمس وقمر ، وبر وبحر ، وضياء وظلام ، وإيمان وكفر ، وموت وحياة ، وشقاء وسعادة ، وجنة ونار ، جن وإنس ، ذكور وإناث، والنباتات، ولهذا قال : ( لعلكم تذكّرون ) أي : لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له .


١٠- ( ففروا إلى الله )

أي : الجئوا إليه ، واعتمدوا في أموركم عليه.

........

جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ١١ / ١ / ١٤٣٨ هجري
تابع القراءة ←

أدعية الاستفتاح - من كتاب السنن اليومية

أدعية الاستفتاح

" ولدعاء الاستفتاح عدة صيغ، يستحب أن ينوع بينها، فمرة يأتي بهذه الصيغة، ومرة بهذه،
ومما ورد :


١- ( سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) جاء عند مسلم أن عمر رضي الله عنه كان يجهر به ليعلمه الصحابة رضي الله عنهم.

٢- ( الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبا مباركًا فيه ) وفي فضله قال رسول ﷺ : لقد رأيت اثنتي عشر ملكا يبتدرونها، أيّهم يرفعها. رواه مسلم

٣- ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقّني من خطاياي كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ) رواه البخاري

٤- ( الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ) وفي فضله قال رسول ﷺ : عجبت لها، فُتحت لها أبواب السماء. رواه مسلم

وهناك أدعية أخرى تقدمت في قيام الليل "

من كتاب : السنن اليومية
للشيخ د. عبدالله الفريح
تابع القراءة ←

آيات وتعليقات في الصبر - ابن القيم

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه آيات في " الصبر " مع تعليقات لطيفة لابن القيم رحمه الله من كتابه " عدّة الصابرين "

نسأل الله أن ينفع بها، وأن يجعلنا وإياكم من عباده الصابرين


١- ‏جعل الله سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين:  ‏( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بئآياتنا يوقنون ).

٢- ‏وأخبر أن الصبر خيرٌ لأهله مؤكداً باليمين:
‏ ( ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين ).

٣- ‏وأخبر أنّ مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط: ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ).

٤- ‏وأخبر عن نبيّه يوسف الصدّيق أنّ صبره وتقواه وصّلاه إلى محل العزّ والتمكين: ( إنّه من يتّق ويصبر فإنّ الله لا يُضيع أجر المحسنين ).

٥- ‏وعلَّق الفلاح بالصبر والتقوى: ( يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ).

٦- ‏وأخبر عن محبّته لأهله وفي ذلك أعظم ترغيب:
( والله يحب الصابرين ).

٧- ‏وأوصى عباده بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين: ( واستعينوا بالصبر والصلاة ' وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ).

٨- ‏وأخبر أنّ الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور ( ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور ).

٩- ‏وأمر رسوله بالصبر لحكمه،( واصبر لحكم ربّك فإنك بأعيننا ) وأخبر أنّ صبره إنما هو به ( واصبرك وما صبرك إلا بالله ).

‏والصبر (آخيّة) المؤمن التي يجول ثم يرجع إليها وساق إيمانه الذي لا اعتماد له إلا عليها، فلا إيمان لمن لا صبر له، وإن كان فإيمان قليل في غاية ‏الضعف، وصاحبه ممن يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ‏فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم وترقّوا إلى أعلى المنازل بشكرهم، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

انتهى.

( ١ ) الآخيّة: العروة التي تشد إليها الدابّة

جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ١٩/ ١١/ ١٤٣٧ هجري
تابع القراءة ←

قصص مشهورة لكنها لا تصح - عبدالعزيز الخضير

قصص مشهورة لكنها لا تصح
للشيخ / عبدالعزيز الخضير


هذه سلسلة تغريدات نشرها الشيخ حفظه الله عبر حسابه في تويتر، وهي قصص مشهورة بين الناس لكنها لا تصح سنداً عند أهل الحديث.



‏١- قصة : أتى الهُرمزان ورأى عمر نائماً
‏متوسدا درته فقال: عَدلت فأمِنت فنِمت. ذكره الزمخشري ولا يحفظ لها إسناد، وأشار الواقدي لها في فتوح الشام.


٢- ‏قصة: أبو دُجَانة يوم أحد أعلم بعصابة حمراء فنظر إليه رسول الله ﷺ: إنها لِمشيِة يبغضها الله، إلا في مثل هذا الموضع. رواه الطبراني بسند مجهول.


‏٣- ‏أبيات: تطاول هذا الليل .. وأرقني أن لا خليل ألاعبه. وهو أن عمر خرج ليلاً يعس فسمع امرأة تقول.. رواها البيهقي بسند منقطع وقال: ابن حجر ضعيفه.


٤- ‏قصة: جاء رجلٌ إلى عمر يشكو إليه زوجته فلما بلغ بابه سمع امرأته تطاولت عليه. باطلة لايعرف لهذا القصة إسناد ثابت وقد ذكرها السمرقندي بلا إسناد.


٥- ‏قصة: إسلام عمر وضربه لأخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد وسماعه سورة طه. هذه قصة منكرة جداً رواها الحاكم ومدارها على القاسم ضعفه البخاري والذهبي.


٦- ‏قصة: الجار اليهودي الذي كان يؤذي النبي ﷺ: ويَضع القُمامة والشوك أمام باب بيته ﷺ.
‏هذه القصة باطلة لا أصل لها، وليس لها في الدنيا إسناد ثابت.!


٧- ‏قصة: بروك الناقة عند باب أبي أيوب الأنصاري دخل النبي ﷺ المدينة.. دعوها فإنها مأمورة.. رواه ابن عدي وفي سنده ابن فرقد وهو منكر وهي قصة باطلة.


٨- ‏قصة: الأعرابي الذي قتل رجلا فكفله أبو ذر على أن يرجع بعد ثلاث فهم عمر بقتل أبي ذر. ذكرها الإتليدي. باطله لاسند لها والكفالة لاتصح في الحدود.


‏٩- قصة: الرجل الذي احتلم فأمره بالاغتسال فمات فقال: النبي ﷺ قتلوه قتلهم الله.. شفاء العي . أخرجه أبوداود وقد أعله الدارقطني والبيهقي بالإنقطاع.


١٠- ‏قصة: عمر ووأده ابنته في الجاهلية. خبر باطل لا أصل له وإنما هي قصة مخترعة مكذوبة. وابنته حفصة من مواليد الجاهلية وقد بقيت حتى تزوجها النبي ﷺ.


‏١١- قصة: خولة بنت الأزور في إنقاذ أخيها ضرار من الأسر وركبت جوادها وتلثمت لتخفي وجهها..
‏لا أصل لها البتة في كتب التراجم والسير منكرة سندا ومتنا.


١٢- ‏قصة: سفانه بنت حاتم: لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه.. خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق. رواها البيهقي وهي قصة باطلة في سندها ضرار.


١٣- ‏قصة: المرأة العجوز التي في مكه، تحاول حمل الحطب، فقال النبي ﷺ: أنا أحمله عنك فلم وصل إلى بيتها..
‏هذه حكاية لا أصل لها في كتب السنة المعتمدة.


١٤- ‏أبيات: طلع البدر علينا.. رواها البيهقي في الدلائل وابن كثير في البداية بسند ضعيف جداً وقد ضعفها ابن تيمية وابن القيم وقال العراقي سنده معضل.


١٥- ‏قصة: مبيت الإمام الشافعي في دار الإمام أحمد وقد لاحظت ابنتي ثلاثة أمور.. فالشافعي مات قبل أن يتزوج الإمام أحمد، فهي قصة باطلة ولا تصح البتة.


١٦-  ‏قصة: أحمد مع الخباز رواها ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد والأصل أنها قصة بين أحمد واسحاق قال الذهبي حكاية موضوعة لم يستحي ابن الجوزي من ذكرها.


١٧- ‏‏أبيات: صوت صفير البُلبلِ.. هيج قلبي الثمل.. وهذه القصيدة كذب على الأصمعي.
‏ذكرها صاحب كتاب إعلام الناس بما وقع للبرامكة لمحمد دياب وهو مجهول!


١٨- ‏قصة: سعيد بن جبير مع الحجاج قال له أنت شقي بن كسير قال أمي أعرف باسمي منك قال دعوني أصلي ركعتين. رواها أبونعيم قال الذهبي حكاية منكرة لاتصح.


١٩- ‏قصة: توبة الفضيل بن عياض تسلق جدار يريد جارية عشقها فسمع: ألم يأن للذين آمنوا. وأنه كان قاطعا للطريق. رواه ابن عساكر قصة باطلة في سندها وضّاع.


٢٠- ‏قصة عمر مع عمرو بن العاص حين ولاه مصر إذا جائك سارق قال أقطع يده فقال عمر: وأنا إن جائني جائع قطعت يدك.
‏لا أصل لهذه القصة ولا يحفظ لها سند.


٢١- ‏قصة: عمر تقلّد سيفه وقال: من أراد أن تَثكَلهُ أمُه أو يُوتم ولده و يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي. أخرجه ابن عساكر بسند مسلسل بالمجاهيل.


٢٢- ‏قصة: سرقة حذاء النبي ﷺ وقوله: اﻟﻠﻬﻢ إن كان محتاجا فبارك له فيما أخذ. هذا خبر لا أصل له في الكتب المعتمدة وقيل: سارق الحذاء عتيبة وهذا باطل .


٢٣- ‏قصة: علي أنه قاتل الجن بذي الحليفة وهذا من وضع الرافضة، وقد نفى ذلك ابن تيمية، والعامة تسميها أبيار علي، وهي تسمية مبنية على قصة لا أصل لها.


جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٢٩/ ١٠/ ١٤٣٧ هجري
تابع القراءة ←

فوائد من تفسير السعدي - سورة الإسراء

فوائد من تفسير سورة الإسراء
للشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله

المصدر: " تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنّان " والمشهور بتفسير السعدي



الفائدة الأولى: الآية رقم ٢
( وءآتينا موسى الكتاب ... )

كثيراً ما يقرن الباري بين نبوّة محمد ﷺ ونبوة موسى ﷺ وبين كتابيهما وشريعتيهما، لأن كتابيهما أفضل الكتب، وشريعتيهما أكمل الشرائع، ونبوّتيهما أعلى النبوّات، وأتباعهما أكثر المؤمنين.



الفائدة الثانية: الآية رقم ٨ وما قبلها
( عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عُدنا... ) 

وفي هذه الآيات التحذير لهذه الأمة من العمل بالمعاصي، لئلا يصيبهم ما أصاب بنيء إسرائيل، فسنّة الله واحدة لا تبدّل ولا تغيّر، ومن نظر إلى تسليط الكفرة على المسلمين والظلمة، عرف أن ذلك من أجل ذنوبهم عقوبة لهم، وأنهم إذا أقاموا كتاب الله وسنة رسوله، مكّن لهم في الأرض ونصرهم على أعدائهم.



الفائدة الثالثة: الآية رقم ١٥
( وما كُنّا مُعذّبين حتى نبعث رسولا )

استدل بهذه الآية على أن أهل الفترات وأطفال المشركين لا يعذبهم الله حتى يبعث إليهم رسولا، لأنه مُنزّه عن الظلم.



الفائدة الرابعة: الآية رقم ٣٢
( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا )

النهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرّد فعله، لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه، فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.



الفائدة الخامسة: الآية رقم ٥٣
( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ... )

وهذا أمر بكل كلام يقرّب إلى الله، من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار أمر بين أمرين حسنين، فإنه يُؤمر بإيثار أحسنهما، والقول الحسن داعٍ لكل خُلق جميل وعمل صالح، فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره.



الفائدة السادسة: الآية رقم ٧١
( يوم ندعوا كُل أناس بإمامهم ... )

في هذه الآية دليل على أن كل أُمّة تُدعى إلى دينها وكتابها وهل عملت به أو لا؟ وأنهم لا يؤاخذون بشرع نبي لم يؤمروا باتّباعه، وأن الله لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليهم ومخالفتهم لها. 



الفائدة السابعة: الآية رقم ٧٨
( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرءان الفجر ... )

فيها: أن الوقت شرط لصحة الصلاة وأنه سبب لوجوبها، لأن الله أمر بإقامتها لهذه الأوقات، وأن الظهر والعصر يُجمعان والمغرب والعشاء كذلك؛ للعذر ؛ لأن الله جمع وقتهما جميعاً.



الفائدة الثامنة: الآية رقم ١٠٠
( قل لو كنتم تملكون خزائن ربّي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا )

أي: خشية أن ينفد ما تُنفقون منه، مع أنه من المحال أن تنفد خزائن الله، ولكن الإنسان مطبوع على الشُحّ والبخل.



جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ: ١٨/ ١٠/ ١٤٣٧ هجري
تابع القراءة ←

فوائد من كتاب المنار المنيف - لابن القيم رحمه الله

فوائد من كتاب : المنار المنيف في الصحيح والضعيف

لابن القيم رحمه الله


١- حديث ( من صام يوم عاشوراء، كتب الله له عبادة ستين سنة ) وهذا باطل .


٢- حديث (من صلّى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم بينهن بشيء، عُدلن عبادة اثنتي عشرة سنة) حديث موضوع


٣- حديث ( لا تسبوا الديك فإنه صديقي... )
حديث موضوع


٤- كل أحاديث الديك كذب، إلا حديثاً واحدا ( إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً )


٥- حديث (كلوا التمر على الريق، فإنه يقتل الدود)
وحديث ( أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر ) كلها موضوعة.


٦- كل حديث في ذكر صوم رجب، وصلاة بعض الليالي فيه، فهو كذب مُفترى.


٧- ذكر المؤلف جملة من الأحاديث الموضوعة ومنها: أحاديث صلاة ليلة النصف من شعبان.


٨- أحاديث الحَمَام - بالتخفيف - لا يصح منها شيء.


٩- لا يثبت عن النبي ﷺ فيه شيء (عاشوراء) غير أحاديث صيامه، وما عداها فباطل.


١٠- قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في كتاب "الإرشاد" : وضعت الرافضة في فضائل علي رضي الله عنه وأهل البيت نحو ثلاثمائة ألف حديث.


١١- قال الإمام أحمد: لا يثبت في التسمية على الوضوء حديث.


١٢- قال الإمام أحمد: لا يصح في فضل البطيخ شيء، إلّا أن رسول الله ﷺ كان يأكله.


١٣- حديث ( لا يدخل الجنة ولد زنا ) قال ابن الجوزي: وقد ورد في ذلك أحاديث ليس فيها شيء يصح، وهي مُعارضة بقوله تعالى: ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ).


١٤- أحاديث اللعب بالشطرنج - إباحةً وتحريما - كلها كذب على رسول الله ﷺ وإنما يثبت فيه المنع عن الصحابة.


١٥- حديث "إن الناس يوم القيامة يُدعون بأمهاتهم لا بآبائهم " باطل، والأحاديث الصحيحة بخلافه.


١٦- تتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمتابعة تفاضلاً لا يحصيه إلا الله تعالى.


١٧- قوله ( وزنة عرشه ) فيه إثبات العرش، وإضافته إلى الرب سبحانه وتعالى، وأنه أثقل المخلوقات على الإطلاق، إذ لو كان شيء أثقل لوُزِن به التسبيح.


١٨- حديث ( من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله... ) معلول، أعلّه أئمة الحديث.


١٩- وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله ﷺ بذكر " المهدي " وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤمّ هذه الأمة، ويصلي عيسه خلفه.


٢٠- وفي كونه "المهدي" من ولد الحسن سر لطيف، وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله، فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق، وهذه سنّة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريّته أفضل منه، وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها، والله أعلم.



جمعها : عبدالله الزوبعي

بتاريخ: ٨/ ١٠/ ١٤٣٧ هجري
تابع القراءة ←

فوائد في مسألة الاختلاط من قصة موسى

فوائد في مسألة الاختلاط من قصة موسى عليه السلام لمّا ورد ماء مدين وحديثه مع المرأتين.


١- أوّلاً: قوله (ووجد من دونهم امرأتين تذودان) فهما لم يختلطا بالرجال الذين يسقون .


٢- قوله (قال ما خطبكما) فقد استنكر وجودهما، ولو كان وجود النساء معتادا ما فعل .


٣- قوله (قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء) وهذا يدل على عدم اختلاطهما بالرعاء .


٤- قوله (وأبونا شيخ كبير) وهذا ذكرتاه ليعذرهما في الخروج للسقي ؛ لأن الأصل أن يخرج الرجُل.

٥- قوله (فسقى لهما) وهذا يدل على أنه لما كان رجلا تولّى السقي ، أما النساء فينتظرن حتى يصدر الرعاء.


٦-  قوله (ثم تولّى إلى الظل) فلم يصحبهما ولم يخاطبهما لغير الحاجة .


٧- قوله (قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) : فالكلام والجزاء مع الأب لا مع المرأتين .


٨- قوله (فلما جاءه وقص عليه القصص) : فلما كان المخاطب رجلا قص عليه القصص ، ولما كان المخاطب أنثى تولى إلى الظل .


٩- قوله (قالت إحداهما يا أبت استأجره ) : وهذا طلب منهن حتى لا يضطررن للخروج للسقي .


١٠- قوله ( قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) فحتى يكون محرما في البيت وليس أجنبيا عنهم عرض عليه مصاهرته .


١١- قوله (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا)
وهذا دليل على أن الأصل في المرأة القرار وعدم الاختلاط بالرجال .


* منقول
اللهم اجز كاتبها خير الجزاء
تابع القراءة ←

فوائد من كتاب الطريق إلى القرآن - للشيخ إبراهيم السكران

فوائد من كتاب : الطريق إلى القرآن
للشيخ  : إبراهيم السكران



١- فمن استعان بالله ولجأ إليه فتح الله له أبواب توفيقه بألطف الأسباب التي لا يتصوّرها.


٢- هل يليق بنا أن نتصفح يومياً عشرات التعليقات والأخبار والمقالات، ومع ذلك ليس لكتاب الله نصيب من يومنا ؟


٣- هل كُتب الناس أعظم من كتاب الله؟ وهل كلام المخلوقين أعظم من كلام الخالق؟ وهل روايات الساردين أعظم من قصص القرآن؟


٤- أي خسارة؟ وأي حرمان؟ أن يتجارى الكسل والخمول بالمرء حتى يتدهور في منحدرات ( هجر القرآن )


٥- القرآن إذا خيّم سكون الليل يكون عالَماً آخر، ثمَّة قدر إضافي في جلال القرآن لحظة سكون الليل.


٦- الـمُعرِض عن القرآن يُصاب بآلآلام النفسية كما قال تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا )


٧- الحياة الطيبة الحقيقية لا تكون إلا لأهل الإيمان كما قال تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياةً طيّبة )


٨- أعطوني ختمة واحدة ( للقرآن ) بتجرّد، أعطيكم مسلما حنيفياً سنيّاً سلفيّاً، ودعوا عنكم المغالاة في أهمية الكتب الفكرية الموسعة.


٩- كلّما رأى الإنسان نفسه مُعرضاً عن تدبر القرآن، أو مُعرضاً عن بعض معاني القرآن، قم تذكّر قوله تعالى: (ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) يجفّ ريقه من الهلع لا محالة.


١٠- ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ) هذه الآية العظيمة تُسقِط كُل مُطاع أو متبوع أو مألوه إلّا الله.


١١- من أعظم ما يُعين على تدبّر القرآن وفهمه، التقلل من الفضول، مثل: فضول الطعام، وفضول الخُلطة مع الناس، وفضول النظر ...


١٢- هل يوجد رجل فيه شيء من الورَع وخوف الله يُهمل صلاة الجماعة وهو في حال الأمن والرفاهية وعصر وسائل الراحة؟ وهو يرى ربّه تعالى يطلب من المقاتلين صلاة الجماعة ( صلاة الخوف ) ويشرح لهم تفاصيل صفتها بدقّة، وهم تحت احتمالات القصف والإغارة؟!


١٣- أترى الله يأمر المقاتل الخائف المخاطر بصلاة الجماعة، ويشرح لها صفتها في كتابه، ويعذر المضطجعين تحت الفضائيات، والمتربّعين فوق مكاتب الشركات ؟!


١٤- والتوكّل من أدقّ مقامات تعلّق القلب بالله، بل إنّ التوكّل هو لحظة التعلّق بالله فعلاً.


١٥- هذه التغيّرات التي تطرأ على الفرد والمجتمع بشكل عام، يريد بها الله أن نعود إليه! كما يقول تعالى: ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلّهم يرجعون ).


١٦- واخجلاه من زمانٍ صرنا نستحي فيه من حقائق القرآن !


١٧- أمّا الذي رأيته شخصياً، فلا أعرف مطلوباً عمليّاً ردده القرآن بعد التوحيد مثل موضوع " ذكر الله ".


١٨- ما من آية من آيات القرآن إلّا وفي جوفها معارج تسري بالقلوب إلى مُقلّب القلوب.


١٩- إنّ الدُعاة إلى الله الذين يحاولون دوماً توظيف الأحداث للتذكير بالله، هؤلاء أعلم الناس بحقائق كتاب الله.


٢٠- فإنّ الإنسان لا يُفتح عليه في العبوديّة بمجرّد الجهود الشخصية والتخطيط للانجاز، وإنما فتوحات العبوديّة من بركات اللجأ إلى الله!


٢١- الورد اليومي من القرآن كما سمعت أحد الصالحين يقول: في اليوم الأول كالجبل وفي الثاني كنصف الجبل وفي الثالث كلاَ جبل وفي اليوم الرابع مثل الغذاء الذي تتألّم لفقده.


جمعها: عبدالله الزوبعي
بتاريخ: ٢٥/ ٨/ ١٤٣٧هجري
تابع القراءة ←

فوائد من كتاب: مدارج السالكين ( ٢ ) - لابن القيم رحمه الله

فوائد من كتاب : مدارج السالكين ( ٢ )
لابن القيّم رحمه الله تعالى

هذا الجزء الثاني والأخير من فوائد هذا الكتاب المليء بالدرر والفوائد الثمينة جزا الله مؤلفه خير الجزاء. وقد نقلت سابقا ٤٦ فائدة وسأنقل الآن ٣٠ فائدة جديدة، أسأل الله أن ينفعنا بها جميعا



٤٧- قال الجُنيد: مذهبنا مقيّد بالكتاب والسنّة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث، لا يُقتدى به في طريقنا.


٤٨- المراقبة: دوام علم العبد وتيقّنه، باطّلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه.


٤٩- سمعت شيخ الإسلام ابن تيميه يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتّهمه، فإن الرب تعالى شكور.


٥٠- من تزيّن للناس بما ليس فيه سقط من عين الله.


٥١- من صدق توكله على الله في حصول شيء ناله.


٥٢- أجمع القوم على أن التوكّل لا ينافي القيام بالأسباب، فلا يصح التوكل إلا مع القيام بها وإلا فهو بطالة وتوكل فاسد.


٥٣- وقبيح بالعبد الـمُريد أن أن يتعرّض لسؤال العبيد، وهو يجد عند مولاه كل ما يُريد.


٥٤- فإنّ عبودية الجهاد من أحب أنواع العبودية إليه سبحانه، ولو كان الناس كلهم مؤمنين لتعطّلت هذه العبوديّة وتوابعها.


٥٥- شُكر العامّة على المطعم والمشرب والملبس وقوت الأبدان، وشُكر الخاصّة على التوحيد والإيمان وقوت القلوب.


٥٦- قال الحارث المحاسبي: الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل إصلاح قلبه.


٥٧- سُئل الفضيل بن عياض عن التواضع؟ فقال: يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قاله


٥٨- فمن أدار النظر في أعلام الحق وأدلته، وتجرّد لله من هواه، استنارت بصيرته ورُزق فرقاناً يفرّق بع بين الحق والباطل.


٥٩- قال أبو عثمان الحيري: من لم تصح إرادته ابتداء، فإنه لا يزيده مرور الأيام عليه إلّا إدبارا.


٦٠- والبصير الصادق: يضرب في كل غنيمة بسهم، ويعاشر كل طائفة على أحسن ما معها، ولا يتحيّز لطائفة.


٦١- لا يذوق العبد حلاوة الإيمان، وطعم الصدق واليقين، حتى تخرج الجاهلية كلها من قلبه.


٦٢- قال الحسن البصري: تفقّدوا حلاوة الإيمان في ثلاثة أشياء: في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق.


٦٣- قال أبو عثمان النسيابوري: خلاف السنّة في الظاهر، علامة رياء في الباطن.


٦٤- قال أبو بكر الطمستاني: فمن صحب الكتاب والسنّة، وتغرّب عن نفسه وعن الخلق، وهاجر بقلبه إلى الله: فهو الصادق المصيب.


٦٥- قال الحسن: إنّ المؤمن والله لا تراه إلّا قائماً على نفسه: ما أردت بكلمة كذا؟ ما أردت بهذا؟ مالي ولهذا؟ ونحو من هذا الكلام.


٦٦- إذا غُرست شجرة المحبة في القلب، وسُقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب، أثمرت أنواع الثمار وآتت أكلها كل حين بإذن ربها.


٦٧- قال الحسن: ليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي، ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل.


٦٨- الأُنس بالله حاله وجدانية. وهي من مقامات الإحسان، تقوى بثلاثة أشياء: دوام الذكر، وصدق المحبة، وحسن العمل.


٦٩- قال ابن المبارك: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منّا إلى كثير من العلم.


٧٠- متى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نوراً وإشراقا، وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط.


٧١- من تأمّل أقدار الرب تعالى، وجريانها في الخلق: علم أنها واقعة في أليق الأوقات بها.


٧٢- قال الشافعي: صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين: الوقت سيف فإن قطعته وإلا قطعك، ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.


٧٣- الإسلام الحقيفي غريب جداً، وأهله غرباء أشدّ الغربة بين الناس.


٧٤- قال بعض السلف: نوم العارف يقظه، وأنفاسه تسبيح، ونوم العارف أفضل من صلاة الغافل.


٧٥- فالصادق إذا غلب عليه الوجد والحال، وهاج من قلبه لواعج الشوق، أخلد إلى السكون ما أمكنه.

٧٦- الصادقون يعملون في كتم المعاني واجتناب الدعاوي، فظواهرهم مع الناس وقلوبهم مع الحق تعالى، هم في واد والناس في واد



جمعها: عبدالله الزوبعي

بتاريخ : ١٣/ ٨/ ١٤٣٧ هجري
تابع القراءة ←

فوائد من كتاب مقدمة في أصول التفسير ( ٢ ) - ابن تيميه

فوائد من كتاب : مقدمة في أصول التفسير
لشيخ الإسلام  ابن تيميه رحمه الله

٢١- وفي الجملة من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه.


٢٣- والمقصود هنا التنبيه على مثار الاختلاف في التفسير، وأن من أعظم أسبابه البدع الباطلة التي دعت أهلها إلى أن حرفوا الكلم عن مواضعه، وفسروا كلام الله ورسوله ﷺ بغير ما أريد به، وتأولوه على غير تأويله.


٢٤- وأما الذين يخطؤون في الدليل لا في المدلول فمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم، يفسرون القرآن بمعان صحيحة، لكن القرآن لا يدل عليها.


٢٥- إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر من مكان فقد بسط في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له.


٢٦- إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح


٢٧- قال عبد الله ابن مسعود: والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناوله المطايا لأتيته.


٢٨- قال الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.


٢٩- وقد مات ابن مسعود في سنة ثلاث وثلاثين على الصحيح، وعمر بعده ابن عباس ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟


٣٠- قال الأعمش عن أبي وائل: استخلف عليّ عبدالله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة وفي رواية: سورة النور ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا.


٣١- ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد، فإنها على ثلاثة أقسام:

أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.

والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.

والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته؛ لما تقدم. وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني.


٣٢- فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف؛ أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن ينبه على الصحيح منها، ويبطل الباطل


٣٣- فأما من حكى خلافا في مسالة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص؛ إذ قد يكون الصواب في الذي تركه.


٣٤- إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة، ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين.


٣٥- كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به


٣٦- فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام


٣٧- فمن قال في القرآن برأيه فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به. فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ؛ لأنه لم يأت الأمر من بابه


٣٨- قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم؟!


٣٩- عن ابن أبي مليكة؛ أن ابن عباس سُئِل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أن يقول فيها. إسناده صحيح


٤٠- عن يزيد بن أبي يزيد قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع.


٤١- قال الشعبي: والله ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله.


٤٢- فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف، محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به. فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه.


٤٣- فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه؛ لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}.


٤٤- أما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها (تفسير محمد بن جرير الطبري) . فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة.


٤٥- وأما (الزمخشري) فتفسيره محشو بالبدعة، وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات، والرؤية، والقول بخلق القرآن.


تم بحمد الله نقل الجزء الثاني من الفوائد بعدما نقلنا الجزء الأول منها في صفحة سابقة، وبذلك أصبح مجموعها ٤٥ فائدة ، اسأل الله أن ينفع بها ويطرح فيها البركة.


جمعها / عبدالله الزوبعي
بتاريخ : ٢ / ٨ / ١٤٣٧ هجري
تابع القراءة ←

فوائد من كتاب مقدمة في أصول التفسير ( ١ ) - ابن تيميه

فوائد من كتاب : مقدمة في أصول التفسير
لشيخ الإسلام  ابن تيميه رحمه الله

‏١- يجب أن يُعلم أن النبيﷺبين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه؛فقوله {لتبين للناس ما نزل إليهم}يتناول هذا وهذا

٢- قال أنس: كان الرجل إذا قرا البقرة وأل عمران جل في أعيننا. وأقام ابن عمر على حفظ البقرة عدة سنين، قيل: ثماني سنين، ذكره مالك.

٣- ‏ومن المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه، فالقرآن أولى بذلك.

٤- فالعادة تمنع أن يقرآ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم، وقيام دينهم ودنياهم؟

٥- ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا، وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة، فهو قليل بالنسبة إلى من بعدهم، وكلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر.

٦- الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.

٧- ولم يقل أحد من علماء المسلمين: إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال: إنها تختص بنوع ذلك الشخص فيعم ما يشبهه، ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ.

٨- والآية التي لها سبب معين، إن كانت أمرا ونهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته، وإن كانت خبرا بمدح أو ذم فهي متناولة لذلك الشخص وغيره ممن كان بمنزلته أيضا.

٩- ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية؛ فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.

١٠- فالمقصود أن المنقولات التي يحتاج إليها في الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره.

١١- وأما التفسير فإن أعلم الناس به أهل مكة؛ لأنهم أصحاب ابن عباس، كمجاهد وعطاء ابن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود.

١٢- ‏فإن جمهور ما في البخاري ومسلم مما يُقطع بأن النبي ﷺ قاله؛ لأنه قد تلقاه أهل العلم بالقبول والتصديق، والأمة لا تجتمع على خطأ .

١٣- ولهذا كان جمهور أهل العلم من جميع الطوائف على أن " خبر الواحد " إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له أو عملا به أنه يوجب العلم


١٤- وكما أن على الحديث أدلة يعلم بها أنه صدق وقد يقطع بذلك، فعليه أدلة يعلم بها أنه كذب ويقطع بذلك

١٥- ‏البغوي‬ تفسيره مختصر من الثعلبي، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة.

١٦- والموضوعات في كتب التفسير كثيرة.

١٧- وأما النوع الثاني من مستندي الاختلاف، وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل، فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان:

إحداهما: قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.
والثانية: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب، من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن، والمنزل عليه والمخاطب به.

١٨- ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحا، ويدس البدع في كلامه، وأكثر الناس لا يعلمون كصاحب الكشّاف ونحوه.

١٩- وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري.

٢٠- تفسير محمد بن جرير الطبري، من أجل التفاسير وأعظمها قدرا.

هذا الجزء الأول من فوائد هذا الكتاب المليء  بالفوائد، وسأكمل باقي الفوائد ان شاء الله في صفحة ثانية.

جمعها / عبدالله الزوبعي
بتاريخ: ٢/ ٨/ ١٤٣٧ هجري
تابع القراءة ←

فوائد من كتاب طوق الحمامة - لابن حزم الظاهري

‏فوائد من كتاب: طوق الحمامة
لابن حزم الظاهري - رحمه الله


١- ‏الحُب: أوّله هزل وآخره جد، دقّت معانيه لجلالتها عن أن تُوصف، فلا تُدرك حقيقتها إلا بالمعاناة !

٢- كان بيني وبين رجل من الأشراف وِدْ وخطاب كثير، وما تراءينا قط، ثم منح الله لي لقاءه، فما مرت إلا أيام قلائل حتى وقعت لنا منافرة عظيمة ووحشة شديدة متصلة إلى الآن !!

٣- ولقد رأيت من أهل هذه الصِفة من إن أحس من نفسه بابتداء هوى أو توجس من استحسانه ميلا إلى بعض الصور استعمل الهجر وترك الإلمام، لئلا يزيد ما يجد فيخرج الأمر عن يديه.

٤- وإني لأطيل العجب من كل من يدعي أنه يحب من نظرة واحدة، ولا أكاد أصدقه، ولا أجعل حبه إلا ضربا من الشهوة! وما لصق بأحشائي حب قط إلا مع الزمن الطويل وبعد ملازمة الشخص لي دهرا وأخذي معه في كل جد وهزل!

٥- وإني لقتيل الهموم في عداد الأحياء، ودفين الأسى بين أهل الدنيا

٦- وإني لأسامح في إخاء كل ذي عيب وإن كان عظيما، وأكِل أمره إلى خالقه عز وجل، وآخذ ما ظهر من أخلاقه حاشا من أعلمه "يكذب" فهو عندي ماح لكل محاسنه !

٧- وما رأيت قط ولا أخبرني من رأى كذابا ترك الكذب ولم يعد إليه.

٨- ما رأيت قط امرأة في مكان تحس أن رجلا يراها أو يسمع حسها إلا وأحدثت حركة فاضلة كانت بمعزل، وأتت بكلام زائد كانت عنه في غنْية، مخالفَين لكلامها وحركتها قبل ذلك؛ ورأيت التهمّم لمخارج لفظها وهيئة تقلبها لائحا فيها ظاهرا عليها لا خفاء به؛ والرجال كذلك إذا أحسوا بالنساء.

٩- وأما إظهار الزينة وترتيب المشي وإيقاع المزح عند خطور المرأة بالرجل واجتياز الرجل بالمرأة فهذا أشهر من الشمس في كل مكان.

١٠- قال تقدست أسماؤه (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن).
فلولا علم الله عز وجل بدقّة إغماضهن في السعي لإيصال حُبّهن إلى القلوب، ولطف كيدهن في التحيل لاستجلاب الهوى، لما كشف الله عن هذا المعنى البعيد الغامض الذي ليس وراءه مرمى.

١١- وقد أجمع المسلمون إجماعا لا ينقضه إلا مُلحد أن الزاني المحصن عليه الرجم حتى يموت! فيا لها من قتلة ما أهولها، وعقوبة ما أفظعها وأشد عذابها وأبعدها من الإراحة وسرعة الموت.

١٢- يقول ابن حزم: ولقد حدثتني امرأة أثق بها أنها علقها فتى مثلها في الحُسْن وعلقته وشاع القول عليهما، فاجتمعا يوما خاليين فقال: هلمي نحقق ما يقال فينا !
فقالت: لا والله لا كان هذا أبدا، وأنا أقرأ قول الله ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) قالت: فما مضى قليل حتى اجتمعا في حلال.


جمعها / عبدالله الزوبعي
بتاريخ: ١١/ ٦ / ١٤٣٧ هجري
تابع القراءة ←

أسباب الصبر عن المعصية - ابن القيم

"أسباب الصبر عن المعصية"

هذه أسباب ذكرها العلّامة ابن القيم رحمه الله في كتابه الرائع ( طريق الهجرتين وباب السعادتين ) تعين بعد حفظ الله وتوفيقه على ترك المعاصي وبغضها. نقلت لكم أبرزها بتصرّف يسير والله الموفق.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
والصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عديدة:

١- أحدها: علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءتها، وأن الله إنما حرمها ونهى عنها صيانة وحماية عن الدنايا والرذائل، وهذا السبب يحمل العاقل على تركها ولو لم يعلق عليها وعيد بالعذاب.

٢- السبب الثاني: الحياء من الله سبحانه، فإن العبد متى علم بنظره إليه ومقامه عليه وأنه بمرأى منه ومسمع- استحى من ربه أن يتعرض لمساخطه.

السبب الثالث: مراعاة نعمه عليك وإحسانه إليك، فإن الذنوب تزيل النعم ولا بدّ!  فما أذنب عبد ذنبا إلا زالت عنه نعمة من الله بحسب ذلك الذنب، فإن تاب وراجع رجعت إليه أو مثلها، وإن أصر لم ترجع إليه، ولا تزال الذنوب تزيل عنه نعمة حتى تسلب النعم كلها، قال الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}

قال بعض السلف: أذنبت ذنبا فحرمت قيام الليل سنة. وقال آخر: أذنبت ذنبا فحرمت فهم القرآن. 

وفى مثل هذا قيل:
إذا كنت فى نعمة فارعها ... فإن المعاصى تزيل النعم

وبالجملة فإن المعاصى نار النِّعم تأكلها كما تأكل النار الحطب، عياذاً بالله من زوال نعمته وتحويل عافيته.

السبب الرابع: خوف الله وخشية عقابه. وهذا إنما يثبت بتصديقه فى وعده ووعيده والإيمان به وبكتابه وبرسوله. وهذا السبب يقوى بالعلم واليقين ويضعف بضعفهما. قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}  قال بعض السلف: كفى بخشية الله علما وبالاغترار بالله جهلا.

السبب الخامس: محبة الله [سبحانه] وهى أقوى الأسباب فى الصبر عن مخالفته ومعاصيه. فإن المحب لمن يحب مطيع، وكلما قوى سلطان المحبة فى القلب كان اقتضاؤه للطاعة وترك المخالفة أقوى! وفى هذا قال عمر: "نعم العبد صهيب، لو لم يخف الله لم يعصه" يعنى أنه لو لم يخف من الله لكان فى قلبه من محبة الله وإجلاله ما يمنعه من معصيته! فالمحب الصادق عليه رقيب من محبوبه يرعى قلبه وجوارحه، وعلامة صدق المحبة شهود هذا الرقيب ودوامه.

السبب السابع: قوة العلم بسوء عاقبة المعصية، وقبح أثرها والضرر الناشيء منها: من سواد الوجه، وظلمة القلب، وضيقه وغمه، وحزنه وألمه، وانحصاره، وشدة قلقه واضطرابه، وتمزق شمله. وضعفه عن مقاومة عدوه، فإن الذنوب تميت القلوب! 

ومنها نقصان رزقه، فإن العبد يُحرم الرزق بالذنب يصيبه، ومنها ضعف بدنه، ومنها زوال المهابة والحلاوة التى لبسها بالطاعة فتبدل بها مهانة وحقارة، ومنها حصول البغضة والنفرة منه فى قلوب الناس!

ومنها الطبع والرين على قلبه، فإن العبد إذا أذنب نكت فى قلبه نكتة سوداء، فإن تاب منها صقل قلبه، وإن أذنب ذنبا آخر نكت فيه نكتة أخرى ولا تزال حتى تعلو قلبه، فذلك هو الران، قال الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}. 

ومنها أنه يُحرم حلاوة الطاعة، فإذا فعلها لم يجد أثرها فى قلبه من الحلاوة والقوة ومزيد الإيمان والعقل والرغبة فى الآخرة.

ومنها علمه بفوات ما هو أحب إليه وخير له منها من جنسها وغير جنسها، فإنه لا يجمع الله لعبده بين لذة المحرمات فى الدنيا ولذة ما فى الآخرة.
كما قال تعالى {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} فالمؤمن لا يذهب طيباته في الدنيا، بل لا بد أن يترك بعض طيباته للآخرة.
وأما الكافر فإنه لا يؤمن بالآخرة فهو حريص على تناول حظوظه كلها وطيباته في الدنيا.

"وبالجملة فآثار المعصية القبيحة أكثر من أن يحيط بها العبد علما، وآثار الطاعة الحسنة أكثر من أن يحيط بها علما فخير الدنيا والآخرة بحذافيره فى طاعة الله، وشر الدنيا والآخرة بحذافيره فى معصيته، وفى بعض الآثار يقول الله سبحانه وتعالى: من ذا الذى أطاعنى فشقى بطاعتى؟ ومن ذاى الذى عصانى فسعد بمعصيتى؟".

والله أعلم وهو الحافظ والعاصم سبحانه جل جلاله.

جمعها : عبدالله الزوبعي
بتاريخ: ٣٠/ ٣/ ١٤٣٧ هجري
تابع القراءة ←
;